حادث قناة السويس يتسبب في أزمة عالمية!

قالت مصادر بقطاع الشحن إن “توقف حركة المرور بقناة السويس يؤدي إلى تفاقم مشكلات خطوط النقل البحري التي تواجه بالفعل اضطرابا وتأخيرات في توريد السلع للمستهلكين”.
وفي أحدث تحد للقطاع، قالت المصادر لوكالة “رويترز” إن “أكثر من 30 سفينة حاويات تعجز عن الإبحار بعد جنوح السفينة “إيفر جيفن” البالغ طولها 400 متر في قناة السويس، لتتوقف حركة العبور”.

وتعاني شركات شحن الحاويات، التي تنقل شتى بضائع متاجر التجزئة من الهواتف المحمولة والملابس إلى الموز، بالفعل منذ شهور بسبب جائحة فيروس كورونا وزيادة الطلب مما زاد نقاط الاختناق بقطاع الخدمات اللوجستية في أنحاء العالم.
وقالت جوانا كونينجز، كبيرة الاقتصاديين في مصرف “آي إن جي”: “في الوقت الذي تتعرض فيه سلاسل الإمداد لضغوط، تغلق سفينة حاويات ضخمة واحدا من المسارات الرئيسية للتجارة العالمية، مع عكوف هيئة قناة السويس على تحرير القناة، يزداد التكدس، ومدخلات الإنتاج العالقة ستؤثر على سلاسل الإمداد”.
وفقا لوكالة “بلومبرغ” فإن “هناك نحو 9.6 مليار دولار من حركة المرور البحرية اليومية أوقفتها سفينة الحاويات الضخمة التي استقرت في قناة السويس”.
وذكرت الوكالة أن نحو 300 سفينة في العالم، إما عالقة في قناة السويس، في انتظار عبور الممر المائي، أو حددته كوجهة تالية، مشيرة إلى أن نحو 50 سفينة تستخدم الممر المائي يوميا.
وقالت “إم إس سي” السويسرية، ثاني أكبر شركة لشحن الحاويات في العالم، إن “جميع سفن الحاويات الرئيسية تأثرت بالتوقف في قناة السويس”.
وأضافت في بيان: “كمستخدم منتظم للقناة، تتابع إم.إس.سي الموقف عن كثب لمعرفة التطورات في حالة الحاجة إلى أي خطط طوارئ للأسطول أو شبكة الخدمات ولمعرفة مدى تأثر دورة الحاويات في سوق تواجه صعوبات”.
وختمت: “على زبائن إم.إس.سي الذين ينتظرون شحنات عبر القناة في الأيام المقبلة الاستعداد لتغييرات محتملة في الخطط”.
وقالت مصادر تجارية وبقطاع الشحن “لرويترز”، إن التأثير على نقل البضائع من المصنعين في آسيا إلى المشترين في أوروبا قد يزيد، وذلك اعتمادا على مدى استمرار التأخيرات في قناة السويس.
فيما قال ليون ويلمز المتحدث باسم ميناء روتردام، أكبر منافذ أوروبا، إن “الطلب على الخدمات اللوجستية كان يفوق القدرة بالفعل من قبل واقعة قناة السويس”.
وأضاف “جميع موانئ غرب أوروبا ستتأثر. مضت الآن 48 ساعة ونأمل من أجل جميع الشركات والمستهلكين انتهاء ذلك قريبا. عندما تصل هذه السفن إلى أووروبا، ستكون هناك حتما أوقات انتظار، لدينا مساحات كبيرة، لكن عدد أحواض السفن والرافعات لتفريغ هذه البضائع محدود”.
وقالت مصادر بقطاع الشحن إن أي تأخيرات عالمية أخرى ستتسبب في مزيد من الضغوط على الموانئ الأميركية التي تعاني بالفعل من تأخر في مناولة أكثر من 90 سفينة.
في الأسابيع الأخيرة، أفادت بيانات من “ستاندرد أند بورز جلوبال بلاتس كونتينرز” أن تكلفة شحن البضائع من آسيا إلى الساحل الشرقي الأميركي ارتفعت إلى أكثر من خمسة آلاف دولار لكل وحدة مكافئة طول 40 قدما، مقارنة مع 2775 دولارا في آذار من العام الماضي.
وقال المحللون إن “موانئ الساحل الشرقي الأميركي أكثر انكشافا على أي اضطرابات في قناة السويس من موانئ الساحل الغربي”.
وقال آلن ميرفي الرئيس التنفيذي لشركة “سي-إنتليجنس” للتحليلات إن استمرار الإغلاق سيتسبب أيضا في تفاقم العجز العالمي الحالي في خدمات الحاويات، إذ من غير الممكن إعادة الحاويات العالقة مع السفن إلى آسيا لاستخدامها في شحنات جديدة.
وبالتالي قد يؤدي هذا إلى مزيد من الارتفاع في أسعار الشحن التي تبلغ بالفعل مستوى غير مسبوق، إذ يتسابق المصدرون للحصول على الحاويات الفارغة القليلة المتبقية.
وقالت هيئة قناة السويس في بيان نشرته على موقعها الرسمي أنها بحثت خيار “التكريك” حول سفينة الحاويات الضخمة خلال اجتماع مع فريق إنقاذ من شركة شميت سالفيدج الهولندية.
وذكر البيان أن الاجتماع شهد طرح “السيناريوهات المقترحة بما في ذلك إمكانية القيام بأعمال التكريك في محيط السفينة من خلال كراكات الهيئة”.
وأضافت الهيئة أن “جاء ذلك، بعدما أعلنت الهيئة، اليوم الخميس، تعليق حركة الملاحة مؤقتا، فيما تواصل ثمانية زوارق، جهود تعويم سفينة حاويات عملاقة، تعرضت للجنوح في الجزء الجنوبي من القناة، قبل يومين”.
وكشف مصدر في شركة “غاس” للخدمات الملاحية بقناة السويس، أن “عملية تخفيف حمولة السفينة الجانحة، صعبة للغاية، مشيرا إلى أنها تبدو مستحيلة”.
وقال المصدر في تصريحات لـ”سبوتنيك”، إن “عرض السفينة يستوعب عرض القناة بالكامل، ومن الصعب دخول معدات وأوناش بحذائها لرفع الحاويات المحملة بها”.
وحذر أونغ يي كونغ، وزير النقل في سنغافورة، التي تعد أكبر مركز لإعادة الشحن في العالم، من أن “تعطل الملاحة بقناة السويس قد يعرقل الإمدادات إلى المنطقة بصورة مؤقتة. فيما حذرت الخارجية الروسية من أن تحرير حركة المرور عبر قناة السويس قد يستغرق أسابيع عدة”.