أكد رئيس رابطة كاريتاس الأب ميشال عبود أن “كاريتاس تعمل جاهدة، حتى لا يجوع أحد”، مشددا على أنه “علينا أن نكون أقوياء لمواجهة كل أزمة في الحياة، وأن نكون أمناء على مال الفقير الذي يصل الى أيدينا”، شاكرا الله على “كل شخص يبذل ذاته لهذه الغاية”.
كلام عبود جاء في خلال قداس افتتاح الحملة السنوية لرابطة كاريتاس لبنان، الذي ترأسه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي، وحضره أعضاء مكتب ومجلس إدارة وهيئات الأقاليم وشبيبة كاريتاس.
وقال عبود: “معكم بتبقى الحياة” هو الشعار الذي أردناه هذا العام في رابطة كاريتاس لبنان. غبطة أبينا البطريرك الراعي قال “لبنان مريض”، واذا بقي مريضا فلا شك أنه سيموت. وأنواع المرض في لبنان هي الجوع، وكاريتاس تعمل جاهدة حتى لا يجوع أحد”.
أضاف: “لا يمكننا الاستمرار والبقاء في رسالتنا الا معكم. معكم، أنتم أصحاب الأيادي البيضاء والقلوب المعطاءة التي تنبض بالأمل والحب، والذين لم تكلوا يوما عن دعم كاريتاس بسخائكم؛ فعندما نرى كرم الأشخاص الذين يلتفون حول كاريتاس بملايين الدولارات، بملايين الهبات، ومن خلالهم نصل الى مئات آلاف المحتاجين، يكبر الرجاء والأمل في قلوبنا، ونقول “الدنيا بعدا بألف خير”.
تابع: “أنتم، الموجودون في لبنان وخارجه، والذين تعتصر قلوبكم في كل مرة ترون حالة فقيرة، أقول لكم: تعالوا لا نسمح لعيوننا أن تغمض في مساء هذه الحياة، فنندم يوما لأننا لم نقم بعمل الخير، وحتى لو كنا بحاجة لليرة التي نعطيها. الأرملة الفقيرة بالإنجيل ليست أفضل منا”.
وأضاف: “أقول لكم، أنتم من أظهرتم أينما كنتم أن رابطة كاريتاس شريكة معكم، يحق لكم وبكل شفافية، أن تعرفوا أين تصرف كل ليرة تدفعونها معنا، فنحن لسنا إلا ساعي بريد: يد تأخذ ويد تعطي”. وشدد عبود على “أننا نشعر بالعزاء في كل مرة نسمع كلمة شكر أو كلمة دعاء، ولكننا نقول “صلوا لكل من يعطي، ففي كل مرة تعطي فيها، تكون تدخر في “إجة” السماء من جهة وتحصل على الصلاة من جهة أخرى”.
وقال: “أفتخر بالعمل معكم هذا العام، أنتم أعضاء رابطة كاريتاس لبنان، مجلس الادارة، كل المتطوعين الذين يفوق عددهم الألفين، وشبيبة كاريتاس الألف، وكل الموظفين الذين يفوق عددكم الثمانمئة موظف”.
وتابع: “نحن نعلم أن خسارة عدد كبير من المعارك والحروب حصلت ليس لأن العدو كان قويا، وإنما لأن الجنود كانوا ضعفاء وكان بينهم خونة. ومن هذا المنطلق، يجب علينا أن نكون أقوياء لمواجهة كل أزمة في الحياة” .
وشدد عبود على أنه “يجب أن نكون أمناء على مال الفقير الذي يصل الى أيدينا. هذا مال وقف، هذا مال الفقراء، هذا مال مقدس. لذلك، نحن نجهد حتى تكون الأمانة موجودة. ونشكر الله على كل شخص يبذل ذاته لهذه الغاية”.
وأردف: “نحن معكم أنتم الفقراء، معكم أنتم الأشخاص الذين يمرون بظروف صعبة، وبخاصة الفقراء الجدد، فكم تدمع عيوننا أمام الاشخاص الذين كانوا يساعدوننا، وها هم يقصدوننا اليوم لطلب المساعدة”.
أضاف: “اعتدنا مؤخرا على ترداد مقولة أن أوضاع كل الناس أصبحت متشابهة، وأن من يملك المال بات كمن لا يملكه، لأن المصارف تحجز على أمواله. كلا هذا ليس صحيحا، ولا نقبل بهكذا مقاربة، لأن من يملك مالا في المصرف، يستطيع على الاقل أن يسحب منه مبلغا أسبوعيا أو شهريا لتدبير أموره. في المقابل، هناك أشخاص لا تملك المال بأي شكل من الأشكال، حتى لتأمين لقمة عيشها، وهؤلاء هم من نقف الى جانبهم” .
وختم عبود: “يجب أن نعلم أننا نمر بنفق لا بد أن يكون له مخرج في يوم من الأيام، بإذن الله. عندها، إن شاء الله، سنخرج من فلسفة الأخذ الى فلسفة العطاء. ولكن، ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان. نعم هناك أشخاص فقراء بالمادة، إلا أنهم للأسف، فقراء أيضا بالحياة الروحية، يفتقرون للصلاة والايمان. من هنا، دورنا، كأعضاء كاريتاس، يكمن في أن ننقل لهم، بالإضافة الى لقمة الخبز، كلمة الله أيضا. فنحن نعمل باسم الكنيسة وباسم الرب. فما أجمل من أن نسمع ممن قصدناه لتقدمة عطية، عبارة “جيت والله جابك”! أي أنني بالنسبة إليه، مرسل من الله، وهذا أمر بغاية الأهمية! لذلك نحن لا نخاف، وسنتجاوز الأزمة الحالية، بإذن الله وبإشراف مسؤولينا، لأن الرب معنا، وله المجد الى الأبد”.