المطران طربيه للجالية اللبنانية في أستراليا: ساعدوا اللبنانيين بسخاء

ترأس راعي الأبرشية المارونية في أستراليا المطران أنطوان – شربل طربيه القداس الاحتفالي بمناسبة عيد مار مارون في كنيسة شفيع الطائفة في ردفرن سيدني.
شارك في القداس القاصد الرسولي في أوسترليا أدولفو تيتو ييلانا، وراعي أبرشية الروم الملكيين الكاثوليك في أوستراليا ونيوزيلندا المطران روبير رباط، والأسقفان المساعدان لأبرشية سيدني للاتين تيري برادي وريتشارد آمبرز.

وأطلق طربيه “مبادرتين في عظة العيد، الأولى إعلان افتتاح أول إكليريكية مارونية في أوستراليا، والثانية إطلاق خطة عمل للسنوات السبع المقبلة من أسقفيته”.

واعتبر “أن مثل حبة الحنطة التي لا تثمر ما لم تقع في التراب وتموت أولا، يشير إلى جوهر القديس مارون الذي كان الحبة والزارع في آن، إذ رأى حياته كبذرة، والبذرة لا تصنع نفسها بل هي هبة من الله، لا تخدم ذاتها ولا مصالحها الخاصة، بل المزارع الذي زرعها والناس الذين يقتاتون منها بعد تحولها غلالا من الحنطة”.

وقال: “أعطى الرب يسوع هذا المثل الذي يقرأ في عيد القديس مارون كل سنة كما ورد في إنجيل القديس يوحنا، عندما كان يتنبأ عن ساعة تمجيده بالموت والقيامة. ساعة تمجيد الرب لا تنتهي أبدا، بل تظهر في كل عبادة لله، وكل خدمة مهما كانت صغيرة، وكل إماتة. كلها تساهم بشكل أو بآخر في تمجيد الله، لأن نعمة الله هي التي تعمل في الإنسان”.

أضاف: “لعل هذه النعمة هي التي عملت في عائلتي عبدالله وصقر اللتين أطلقتا قبل أيام اليوم الوطني للمسامحةi4give Day في الذكرى السنوية الأولى لوفاة أطفال العائلتين، أنطوني وسيينا وأنجلينا عبدالله وفيرونيك صقر بصدمهم من سائق مخمور”. ورحب بداني وليلى عبدالله وبريدجت صقر بين الحضور، لافتا إلى أن العائلتين تمكنتا من خلال إيمانهما بتحويل الألم الشديد الناجم عن فقدان أطفالهما إلى رسالة رجاء ورسالة غفران”.

وأعرب عن قلقه على الوضع في لبنان، معتبرا أن “الكنيسة في الوطن الأم تتألم لآلام شعبها الذي يتخبط في دوامة الفقر والجوع والمرض والقلاقل”.

وجدد دعوته الجالية إلى “مساعدة اللبنانيين بسخاء سواء من خلال الحملة التي تقوم بها الأبرشية المارونية لتبني عائلة في لبنان عبر مساعدة مالية شهرية، أو عن طريق المشاركة في الحملة المفتوحة لإرسال أدوية ومواد أساسية إلى المحتاجين والتي تقوم بها جميعة الأطباء اللبنانيين الأوستراليين”.

وأكد المطران طربيه دعمه موقف البطريرك مار بشاره بطرس الراعي الذي دعا إلى عقد مؤتمر دولي خاص بلبنان، وإعلان حياد لبنان ووضع حد للسلاح خارج الشرعية.

وعن خطة الأولويات السبع الجديدة للسنوات السبع المقبلة من أسقفيته، والتي أعلنها المطران طربيه في قداس العيد بعد انتهاء العمل بخطة الأولويات السبع الأولى التي وضعها للسنوات السبع الأولى من أسقفيته، تم الإبقاء على أربع أولويات سابقة وهي الدعوات الكهنوتية، العائلة، الشبيبة والرسالة المارونية، فيما تم إدخال ثلاث أولويات جديدة وهي الليتورجيا المارونية، الأنجلة عبر وسائل الإعلام والقضايا الاجتماعية المستجدة. وقد وضعت هذه الأولويات بعد مشاورات كثيفة أجرتها الأبرشية على كل الصعد، ولا سيما في ضوء توصيات المجمع الأبرشي الذي عقد على مراحل وكانت جلساته الرئيسية على مدى ثلاثة أيام في نيسان 2018.

أما بالنسبة إلى الإكليريكية، فهي الأولى للكنيسة المارونية في أوستراليا وستعمل على تنشئة الشبان على الخدمةالكهنوتية. مقر الإكليريكية كاتدرائية مار مارون، ردفرن، وقد انطلقت بثلاثة شبان يميزون حاليا دعوتهم الكهنوتية. المطران طربيه وصف الشبان الثلاثة بـ “البذرة التي يرجو أن تثمر”، لافتا إلى أن “معنى كلمة إكليريكية بالانكيليزية مكان زرع البذور”.

وأوضح “انه قبل 326 عاما، وتحديدا في العام 1695، قدِم ثلاثة شبان موارنة من حلب إلى البطريرك الماروني آنذاك المكرم اسطفان الدويهي، وطلبوا منه بركته لتأسيس رهبنة مارونية. بعدما امتحنهم البطريرك، أعطاهم بركته، فأسس الشبان الثلاثة الرهبنة اللبنانية المارونية التي خرج منها آلاف الرهبان وقادة روحيون وملافنة وقديسون بينهم مار شربل ومار نعمة الله الحرديني. وهي أيضا الرهبنة التي ينتمي إليها المطران طربيه”.

وختم: “ان الشبان الثلاثة الذين أسسوا الرهبنة اللبنانية المارونية هم جبرائيل حوا، يوسف البتن وعبدالله قرأعلي. والشبان الثلاثة الأوائل في إكليريكية مار مارون أستراليا هم غبريال خيسي – وغبريال يعني جبرائيل – أنطونيجوزف – وجوزف هو يوسف طبعا – وكريستوفر سعادة. اسم كريستوفر من أصل يوناني، كريستوفورس، ويعني حامل المسيح، أي عبده. والمسيح هو الله المتجسد في أقنوم الابن. بذلك يكون كريستوفر عبدا لله”.