بيان للجنة أهالي المهجرين لمنطقة المدور الكرنتينا

أصدرت لجنة أهالي المهجرين لمنطقة المدور الكرنتينا البيان التالي:

بمرور ٤٥ عاماً على تهجيرنا وما زلنا دون العودة إلى منطقتنا ودون أرضنا ودون أملاكنا وعقاراتنا التي مُسحت بكاملها من فوق الأرض، ومازلنا مهجرين في وطننا خلافاً لكل مهجر في لبنان، وخلافاً لوثيقة الوفاق الوطني في الطائف التي أوجبت عودة كل مهجر الى المكان الذي هجر منه، وأنشأت لذلك وزارة لشؤون المهجرين، وقد تمت عودة جميع المهجرين وجرت مصالحات فرحنا لها وطنيا، إلا منطقتنا ونحن المهجرين منها ظلما وعدوانا، مازالت جريمة تهجيرنا قائمة ومستمرة بحقنا ما يقارب من النصف قرن من الزمن، وما ترتب عليه من تشريد وبؤس ومنع حقوقنا وأملاكنا عنا. ونحن المواطنين اللبنانيين والمالكين الشرعيين للأرض وللمباني التي هُدمت من قبل من أوقعوا بنا التهجير واحتلوا المنطقة ستة عشر ١٦ عاما، وبعد إخراجهم شغلت المنطقة قطعة من جيشنا الباسل، فرحنا وهللنا بعودة الشرعية واستبشرنا خيراً بالعودة. وها قد مر على إشغال المنطقة ثلاثون عاما وما زالت القطعة من الجيش تشغلها وتحول دون حقنا بالعودة، وحقنا بأرضنا وأملاكنا أسوة بمهجري كل لبنان، ولا ندري إذا كان هذا الأمر عقاباً من دون سبب أو أن فيه مخططاً خبيثا من قبل السلطات اللبنانية المسؤولة.

كنا ومنذ سنوات قد راجعنا قيادة الجيش وقائدها آنذاك ميشال سليمان وقبله وبعده، وأخذنا رسائل تحمل للجنة وعودا بإخلاء المنطقة لأصحابها، وتكرر الوعد مرات ثلاث. ومنذ سنتين قابل وفد اللجنة سيادة القائد جوزف عون وخرجنا مطمئنين، وكنا قد قابلنا فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وشرحنا لفخامته مأساتنا واستبشرنا خيرا بلقائه. ومنذ تسعينات القرن الماضي ومذكراتنا ولقاءاتنا تصل إلى كل وزراء الهجرين الذين تعاقبوا على الوزارة ولكل رؤساء الوزراء ولنواب بيروت وللمقامات الدينية وخاصة المفتين، ورغم كل هذه الجهود المضنية للمهجرين والظلم اللاحق بهم والذي وقعه أشد وأقسى من تفجير المرفأ ونتائجه الكارثية بشراً وحياة وعاصمة، وقسماً من أهلنا القاطنين للأماكن الجارة لمستشفى الكرنتينا ولمرفا بيروت الذي بات شاهداً مع منطقتنا المنكوبة قبله بواحد وأربعين عاما على بؤس وظلامية الحياة وادارة البلاد التي يبقى فيها المواطن مهجرا في وطنه ما يقارب النصف قرن.

هذا، ما تعلنه لجنة المهجرين والأهالي للملأ وللرأي العام اللبناني والمسؤولين قاطبة، وسنرى إن كانت المواطنة والمسؤولية والضميروالوجدان الوطني سيتحركون.

إنّ ما يطلبه المهجرون هي العودة إلى منطقتهم واسترداد أملاكهم وعقاراتهم وتسهيل السلطات اللبنانية المعنية وقيادة الجيش لهذه العودة المشروعة بعد نصف قرن من الزمن، وإنهاء حالة الظلم والقهر على المهجرين اللبنانيين.