جاء في “المركزية”:
في وقت بلغت التجاذبات السياسية أقصاها ومع دخول البلاد مرحلة الذروة مع ارتفاع عدد الإصابات بجائحة كورونا والقطاع الإستشفائي غرفة العناية الفائقة، جاءت زيارة الرئيس سعد الحريري إلى تركيا ولقائه الرئيس رجب طيب أردوغان في اسطنبول لتفتح باب الإجتهادات والتأويلات حول توقيتها وأهدافها وما يمكن أن ينتج عنها”. ما هي أهداف الزيارة ولماذا حملت كل التأويلات في التوقيت والمضمون؟ وهل ثمة رسالة أراد أن يوجهها الحريري مفادها بأن هناك قوة إقليمية سنية كبرى يمكن الاعتماد عليها؟
النائب في كتلة المستقبل محمد الحجار أوضح عبر”المركزية” أن كل خطوة أو مسعى يقوم به الرئيس الحريري يفتح باب السجالات أمام المجموعات التي حولت مسار اهتمامها نحو تحركاته بعد إعادة تكليفه تشكيل الحكومة علما أن الهدف منها يصب دائماً في مصلحة لبنان. وفي قراءة لمضمون الزيارة اعتبر الحجار أنها لا تشكل ظاهرة “خصوصا أن هناك مروحة علاقات واسعة تربط الحريري بقادة عرب ودوليين ومنهم الرئيس أردوغان. ولفت إلى أن لقاء الساعتين في اسطنبول تمحور حول التطورات الإقليمية الحاصلة في المنطقة والتحديات الحاصلة في منطقة الشرق الأوسط وسبل التعاون بين تركيا ولبنان”.
منذ تكليفه تشكيل حكومة إختصاصيين وفق المبادرة الفرنسية عمل الحريري على وضع خطة إنقاذية في الشأنين الإقتصادي والمالي وتندرج الإتصالات الإقليمية والدولية ضمنها لإنجاحها. ونفى أن تكون الزيارة قد انعكست سلبا على علاقة الحريري مع الدولة الفرنسية وختم معلقاً: العلاقة تتطور إيجابا بين فرنسا وتركيا والأيام الآتية ستكشف عن المزيد من التطورات في العلاقات الإقليمية والدولية”.
ثمة من رجح بأن تكون زيارة الحريري إلى تركيا بعيدة كل البعد عن أي مضمون سياسي، وتقتصرعلى مصالح تجارية خاصة. عبر “المركزية” أكد الكاتب السياسي أحمد الأيوبي هذا الاتجاه، مرجحا أن يكون الحريري قد وضع المسؤولين في الإمارات في أجواء الزيارة”.
وعن احتمال أن يكون الحريري حمل رسالة إماراتية إلى تركيا كشف الأيوبي أن هناك قنوات مباشرة بين تركيا والسعودية وثمة توجه عام يشمل المصالحة بين تركيا ومصر في وجه إيران”.
على مستوى الداخل اللبناني “لن تخلّف الزيارة تداعيات وأي كلام عن دعم تركيا لإعادة إعمار المرفأ مشروط بتشكيل حكومة برئاسة الحريري. وإذا ما استمر التعطيل الحكومي لأشهر واستكمل الإصطفاف في العلاقات الإقليمية فهذا يعني أننا مقبلون على خارطة إقليمية جديدة في وجه إيران” ختم الأيوبي.