الانقسامات الداخلية بينهما لا تعالج بمسكنات
شادي هيلانة –”أخبار اليوم”
هل هناك مؤامرة، بوجه الرئيس المكلف سعد الحريري لقلب الطاولة وإسقاط تكليفه ؟ أو تصويب شروط هذا التكليف بما يعبر عن حقيقة الأزمة بين السراي وقصر بعبدا.
فصراع الأجندات بين الحريري والنائب جبران باسيل بشكل خاص، لا يسمح حالياً بالمضي في تشكيل الحكومة، خاصة في ضوء استمرار “العقدة المسيحية” بشأن توزيع الحقائب الوزارية.
ان تفاؤل الحريري المستمر، وصمته احياناً، جاء لتهدئة مخاوف اللبنانيين، فيما الحقيقة تكمن، في عدم التوصل لصيغة تلبي المطالب المتضاربة لفريق عون – باسيل .
فالرجل اعتمد سياسة تقطيع المشاكل، مفضلاً التركيز على قاعدة إعطاء الأولوية للقضايا الإقتصادية ولمواجهة تحديات التدهور الحاصل في هذا القطاع. لكن نوايا الرئيس الحريري شيء، ونوايا وأفعال جبران باسيل شيء آخر.
أمّا التواصل بينه وبين باسيل، فلم يتمّ حتى اللحظة، وإن التواصل الفعلي هو الذي حصل بين عون والحريري.
فالانقسامات الداخلية بينهما، لا تعالج بمسكنات..
الّا انه لا ارضية مشتركة تجمعهما، لا في قضية النازحين السوريين، ولا في كيفية محاربة الفساد، ولا في تحديد العلاقة التي تربط بيروت بالدولة العربية والخليجية، فبكل تلك الفجوات يفترقان !
المشكلة ليست في اللقاء، ولا يجب على الإعلام تحويل الامر الى شخصي، او انه شيء عظيم اذا التقى الرئيس الحريري بباسيل، لأنّ اللقاء طبيعي بين رئيس مكلف ورئيس اكبر كتلة نيابية ان كانا فعلاً يريدان مصلحة البلد، وان يضعا مصالحهما الآنية جنباً.
لو ان الرجلين يتوقفان عن لعب دور “الحَما والكنّة” وتغلُبّ منطق “النكايات”، ويعيان انه دون المساعدات من الخارج البلد يموت والقوى الخارجية هي التي ستساعد ولن تفعل ذلك في حال لم ترضَ عن الحكومة. وكل الطوائف في لبنان بخطر خصوصاً في هذه الأزمة لأنها طالت والجوع يطال الجميع . والجميع خائف ولا يمكن لأحد أن يلغي الآخر .
ان القرارات الصعبة، تحكمها قواعد النبل والشرف ،لأن الشرف له ألتزاماته، ويضطر صاحبه الى التعفف والتسامي فيبتعد عن الدنيئة، وتلك الثغرة التي يدخل منها الفساد الى فكر المسؤول.
من يعتقد ان الدولة اليوم لها سياسيون بمفهوم قيم الفلسفة السياسة فهو واهم، إنما لديها طلاب سياسة لم يتخرجوا من مدارسها الابتدائية بعد . بهذه الدرجة من الضعف والاستكانة هم يحكمون، لذا في النهاية سيسقطون.