جاء في “المركزيّة”:
مع استضافة لبنان أكبر عدد من اللاجئين السوريين في حين أن إمكانيّاته لا تسمح له بتحمّل المزيد من الأعباء، لم تأت المساعي الأممية، ولا مناشدات المسؤولين خصوصاً رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بأي نتيجة حاسمة بعد، تضمن مغادرة هؤلاء نهائياً.
روسيا أبرز المعنيين في مساعي العودة بالتنسيق مع الدول المضيفة لا سيّما لبنان، لم توفر جهدا في هذا السبيل. وفي الإطار يتم تداول معلومات عن زيارة محتملة بداية السنة المقبلة إلى بيروت لأحد المسؤولين الروس خصوصا وأن لبنان شارك في المؤتمر الدولي حول عودة النازحين الذي انعقد في دمشق، وفق ما أكّدته أوساط ديبلوماسية مطّلعة لـ”المركزية”، كاشفةً ان من المتوقّع وصول أحد المسؤولين عن الملف إلى لبنان منتصف الشهر المقبل إلا أن تاريخ الزيارة الرسمي لم يُحسم بعد، إذ تدخل روسيا خلال هذه الفترة في إجازة طويلة ما يؤخّر تحديد الموعد، وفي هذه الحالة من المرجّح أن يكون الموفد ألكسندر لافرينتيف، مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا.
وسيتطرّق إلى مواضيع مرتبطة بالعلاقة اللبنانية-الروسية، إلى جانب ملف النازحين، كذلك سيطرح مشاركة الشركات الروسية في إعادة إعمار مرفأ بيروت والمناطق المتضررة من الانفجار، لأن موسكو ترى أن لبنان في وضع صعب وهي على استعداد للمساعدة قدر الإمكان، خصوصاً وأن العديد من الشركات لها تمويل خاص، أي ستعمل مباشرةً خارج إطار الروتين الإداري الصعب في البلد والمحسوبيات، دائماً بحسب ما تنقله الأوساط.
وعن جدّية هذه المساعي وإمكانية أن تصل إلى نتيجة حاسمة حول ملف النازحين، اعتبرت الاوساط أن المساعي الروسية وحدها لا تكفي، حيث العديد من الأطراف الأخرى معنية ولو بالحدّ الأدنى، بالتالي تؤثّر على الطريق الممكن أن يسلكها الملف. وعقب الاجتماع في الشام، عاد العديد من السوريين إلى بلدهم الأمّ والإيواء الموقّت الذي تعهّدت روسيا تأمينه شجّع وسهّل هذه العودة. ولفتت إلى أن في زيارة وزير شؤون الرئاسة السورية منصور عزّام الأخيرة إلى روسيا، قدّمت موسكو مساعدات مادية كبيرة جدّاً، من ضمنها مبالغ خصصت للبنى التحتية، تسهيلاً لعودة النازحين من لبنان ودول الجوار، لكن لا يمكن أن ننسى الألاعيب السياسية المتعددة المتعلّقة بعودتهم من لبنان، حيث كلّ الأطراف السياسية غير متوافقة على طريقة العودة.
أما على خطّ الملف الحكومي اللبناني، وما إذا كانت روسيا تحمل في جعبتها مبادرة يمكنها حلحلة مسار التشكيل، فأوضحت الاوساط أن الأخيرة لا تبادر مباشرةً في الموضوع، وكانت لها اتصالات مع الجانب الفرنسي. وإذا طلب منها المساعدة، بحكم العلاقة الجيّدة التي تربطها مع معظم الأطراف السياسية، إن لم نقل كلّها، المعينة والفاعلة في ملف الحكومة، فروسيا على استعداد لتلبية النداء، دائماً وفق الأوساط. لكن بين تفهّمها لضرورة التشكيل ومراعاة مختلف الأفرقاء السياسيين الفاعلين، تشدد موسكو وتؤيّد أهمية التفاهم والتوافق اللبناني وتعتبره جوهريا في أي عملية تشكيل، ودائماً تأتي إجابتها على المباحثات مع الأحزاب السياسية واحدة وتؤكّد على ضرورة الحفاظ على الاستقرارالسياسي والأمني محلّياً واعتماد التفاهم والروية في معالجة العقد، كونها تدرك جيّداً مدى حساسية التكوين الديمغرافي والمجتمعي في لبنان، من هنا تراعي بدقة كيفية التعاطي مع الموضوع، انطلاقاً من حفظ الدور للجميع وعدم استبعاد أي طرف، لا بل تؤيّد التمثيل الشامل ما يحصّن الموقع السياسي والتوافق الداخلي اللبناني.