ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت.
وقال: “القديس استيفانوس أول الشهداء ورئيس الشمامسة الذي نعيد له اليوم أيضا عانى الوشاية والشهادة الكاذبة، إذ دس اليهود رجالا كذبة ليقولوا إن استيفانوس يجدف على الله ويخالف الشريعة. هذا الأمر يعاني منه كثيرون في عالمنا اليوم، خصوصا في بلدنا، إذ عندما يبدي صاحب الرأي الحر، من الذين لا يتزلفون أو يتزلمون، رأيه بصدق وشفافية، ينخس الفاسدون في قلوبهم، فيجيشون جيوشهم الإلكترونية على وسائل التواصل الاجتماعي من أجل تشويه سمعته ورميه بشتى النعوت، وصولا إلى نحره اجتماعيا أو نفسيا. هكذا يحكم على شرفاء بلدنا بالإعدام رجما بالشائعات، والمؤسف أن كثيرين ينجرون وراء الكلام الفاسد في وجه نظافة الكف والفكر والرأي”.
أضاف: “دعوتنا كمسيحيين أن نقتدي بالرب وقديسيه، وأن نسير على الدوام في الدرب الصحيح، حتى لو تم قمعنا أو تهديدنا. علينا أن نسعى دائما نحو الحق ونحو الحرية التي لا صوت يعلو على صوتها. المهم ألا يخاف الأحرار، وأن يبقوا الصوت صداحا، وألا ييأسوا ويسيروا وراء الفاسدين أو يتعلموا منهم، لأن خلاص بلادنا لن يأتي إلا بتكاثر المنادين بالحرية والعدالة للجميع، لا لفئة محددة من الشعب فقط. القديسون لم تردعهم تهديدات الطغاة، بل تمسكوا بقول الحق ولم يحيدوا عنه رغم كل التهديدات، وكثيرون منهم قطعت رؤوسهم أو أعدموا أو أغتيلوا”.
وتابع عوده: “أثبتوا في الإيمان والرجاء والمحبة والحق. كونوا من محبي الحقيقة مهما اشتدت أمواج الفساد والحقد على الصالحين والأحرار. تشددوا في هذا الموسم المبارك مهما قست الظروف، لأن المسيح ولد والملائكة بشرتنا في ولادته بالرجاء الصالح لبني البشر. لقد تجسد المسيح ليخلص الإنسان من الخطيئة ويدله على طريق القداسة. تجسد ليحرر المأسورين ويبشر الحزانى والمقهورين ويبلسم قلوب المظلومين”.
وقال: “تجسد لينشر عدله وسلامه على الأرض فتعم المسرة العالم. بالميلاد أصبح كل شيء جديدا، إذا أراد الإنسان أن يتجدد، أن يخلع إنسانه القديم ويلبس المسيح ويتشبه به محبة وتواضعا. الله يبحث عن وجه الإنسان وعن قلبه، لا عن مركزه وماله. هدفه تغيير قلب الإنسان من أجل أن يزيد الإنسان إنسانية. ومهما اشتدت الأزمات، يد الله حاضرة لتتلقانا. أما من يسأل أين الله في هذه الأوقات الصعبة فنقول له أين أنت من الله؟ الله يريد قلبا ينبض محبة ورحمة لا قلبا حجريا لا يهتز لمصائب غيره”.
وختم عوده: “رجاؤنا أن يلمس الرب قلوب حكامنا ويجعلها قلوبا لحمية لا حجرية، لأن الشعب لم يعد يحتمل أكثر. بارككم الرب يا محبيه ومنحكم كل شهوة صالحة في هذا الزمن الرديء”.