صدر عن مكتب رئيس الجامعة الأميركية في بيروت (AUB)، الدكتور فضلو خوري، البيان التالي، متوجها به إلى أسرة الجامعة:
“مساء السبت اندلعت أعمال عنف في محيط الجامعة الأميركية في بيروت نتيجة التسلّل والتعطيل المتعمّد لما كان مظاهرة سلمية نظّمها طلاب من جامعات لبنانية عدّة. وكانت الدعوة للتظاهر هي للاحتجاج على التعديلات التي أعلنتها الجامعة الأميركية في بيروت وجامعات أُخرى مؤخراً على الرسوم الدراسية، وهي تعديلات بذلت الجامعة الأميركية في بيروت جهوداً كبيرة للتواصل بشأنها وشرح ضرورتها. وقد جاء في صلب تعديلات الرسوم الدراسية تخصيص زيادة كبيرة في المساعدة المالية من أجل إعانة الطلاب على إكمال دراستهم حتى التخرّج، وبذل الجهود للاحتفاظ بأفضل أعضاء هيئة التعليم لدينا، وكلا الأمران تم تحديدهما بوضوح في نشرة “رأي الرئيس” لشهر كانون الأول، وفي الرسائل الموجّهة لطلاب الجامعة الأميركية في بيروت ولأُسرتها.”
أضاف البيان: “إننا ندعم حق الطلاب وأعضاء الهيئة التعليمية والموظفين في حرية التعبير وحرية الاحتجاج، وندين بشدّة وبثبات جميع أشكال العنف مهما كانت الاستفزازات. ونحن نكرّر هذا الموقف مرة أخرى اليوم، ونحن ندحض مطلقاً الافتراءات الصريحة بأن الجامعة الأميركية في بيروت كان لها أي دور في استدعاء قوى الأمن أو توجيه عملياتها ضد المتظاهرين. وتشير المراجعة الدقيقة لمقاطع الفيديو المتسلسلة للمظاهرة إلى أن عناصر الأمن رافقوا المسيرة من شارع الحمرا إلى الجامعة اللبنانية الأميركية ثم إلى الجامعة الأميركية في بيروت، وأن أفرادًا معيّنين أطلقوا عمداً المواجهة في شارع بلس بإلقاء الحجارة وغيرها من المقذوفات على قوى الأمن.”
وتابع البيان: “إن العنفَ كثيراً ما يولّد العنف، وقد أدّى في هذه الواقعة إلى إصابات مؤسفة وغير ضرورية على الإطلاق، وإلى الكثير من الدمار للممتلكات الخاصة والعامة. وتُظهر مراجعة سجلاتنا في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت أن طالباً واحداً فقط جُرح. وكانت جراحه طفيفة وفي اليد واستدعت العلاج الليلة الماضية، ولحسن الحظ لم يُصب أي طالب آخر من طلاب الجامعة الأميركية في بيروت. إن ضبط النفس والحوار الخلوق والالتزام بمبادئ اللاعنف هي الطريق الوحيد الممكن للمضي قدماً في دولة لبنان الهشّة، وليس الخطاب العنيف أو المطالب والأفعال الهدّامة التي ينادي بها، في هذه الأوقات الصعبة، الكثيرون ومنهم للأسف أفراد من أًسرتنا الجامعية.”
ختم البيان: “لذلك فإننا نحثْ أفراد أُسرة الجامعة الأميركية في بيروت – الإداريين وأعضاء الهيئة التعليمية والموظفين والطلاب والخريجين – على التفكير مليّاً في الحقائق، والتشكيك بالمعلومات المضلّلة، ومواجهة الأكاذيب متى وحيث وجدوها. إن هذه أوقات حرجة تفرض التحلّي بالمسؤولية وتطبيق المساءلة على الجميع. ومن واجب الجميع حماية واحدة من مؤسسات التعليم العالي القليلة المتبقّية في العالم العربي التي تدعم حرية البحث والمُثل العليا في التعليم الليبرالي.
نحن سندافع بقوة عن الجامعة الأميركية في بيروت وعن سعيها للتميّز من أجل الصالح العام، وسنواصل العمل لتعزيز الحوار الصادق من أجل غدٍ أفضل لأُسرتنا وللمجتمعات التي نخدمها.”