رأى الوزير الأسبق سجعان قزي انّ “المجتمع الدولي لم يعد يعتبر انّ هناك دولة في لبنان ويتعاطى مع الشعب اللبناني الذي يعتبره فقير و”جوعان” فقد امواله وحقوقه واصبح هذا التعاطي من باب الاغاثة”، مشيرا الى انّ “العالم ينظر الى لبنان على انّه دولة حزب الله وانّ كل الاطراف يشرّعون وجوده في لبنان ولهذا السبب تمّ تحويل الاهتمام الدولي الى الشعب اللبناني مباشرة لا الى الدولة”.
واعتبر قزي في حديث لبرنامج “حوار وطن” عبر صفحات موقع LebanonOn على “فيسبوك” مع الاعلامية ميراي فغالي انّ “مؤتمر الاغاثة الدولي هو انعاش للمبادرة الفرنسية اقلّه بوجهها الانساني والمالي والاقتصادي ويثبت انّ تعاطي فرنسا هو مع الشعب ايضا وليس فقط مع الطبقة الحاكمة التي اوصلت الامور الى هنا”، مضيفا انّ “المهم اليوم هو يكون للمبادرة الفرنسية القدرة على النجاح ويجب ان يكون هناك تنسيق مع الولايات المتحدة والسعودية وهذا الامر ليس متوفرا الآن بسبب السياسة التي تعتمدها اميركا والسعودية تجاه حزب الله”.
واكّد قزي انّ “تأخير تشكيل الحكومة هو وليد الصراع الاميركي الايراني ومن يمثّلهما في لبنان. ولم يكن هناك فيتو اميركي على تكليف الحريري لكن في الوقت نفسه لم يكن هناك موافقة اميركية على ترشّحه والوعد الوحيد الذي اعطاه الحريري كان للثنائي الشيعي ولم يعط ايّ وعد للطرف الاميركي او السعودي”. وتابع: “يجب ان يكون الاعتذار خيارا واردا في حال لم يتمكّن الحريري من تأليف الحكومة بسرعة واذا استمرّ هذا التعثر سيزيد من ضعف الحريري”.
وقال: “البلد لم يعد يحتمل التسويات ونحن اليوم نعيش أسوأ الظروف. وبالرغم من انّه حزب يمثّل جزءا من الطائفة الشيعية لكن لن يكون لحزب الله اي مكان في الدولة اذا اراد المشاركة في الحكومة بسلاحه ومشروعه”.
واضاف: “اذا لم تتشكّل الحكومة بسرعة كبيرة ستكون الصيغة اللبنانية بخطر وحزب الله يطرح مشروع دولة جديدة يشكّل جزءا من المشروع الايراني ويجب ان نقول هذا الكلام من دون عدائية تجاه حزب الله لأنّنا نريد ان نكوّن معه الدولة اللبنانية وليس من دونه”.
وأردف: “لا يمكننا انتظار حل الصراع الاميركي الايراني او الصراع الاسرائيلي الفلسطيني او ايّ صراع آخر لحلّ ازمة سلاح حزب الله”.
واكّد قزّي انّه ضّد استقالة رئيس الجمهورية لكنّه ضدّ ايضا الخيارات السياسية التي يتّخذها بتحالفه مع حزب الله. وفيما يخصّ التدقيق الجنائي اعتبر انّ الحقّ على عاتق الدولة، وسأل: “أين دور القضاء؟ اين مجلس الخدمة المدنية؟ اين ديوان المحاسبة؟ لماذا نلجأ الى الشركات الاجنبية”؟
وكشف قزيّ عن ضغوط دولية تعرّض لها الرئيس الحريري في نهاية الاسبوع الفائت من اجل تشكيل الحكومة وتقديم الصيغة الى رئيس الجمهورية ولكنّ هذا الأمر لم يحصل حتى الآن، لافتا الى انّ “الحريري غير قادر على تشكيل حكومة جديدة خارج التفاهم الذي جرى بينه وبين الثنائي الشيعي من جهة او بعيدا عن الضغوط الاميركية وهذه الازمة قد تدوم لشهور طويلة”.
وعن مشروع الحياد الذي طرحه البطريرك الراعي، اكّد قزي انّ “الراعي مستمّر به وهذا المشروع يتطلّب وجود رئيس قوي ووجود حكومة وان يكون الشعب قوّيا ومقولة “الرئيس القوي” اصبحت عقدة نفسية عند البعض”.
وتابع: “البطريرك الراعي زار الفاتيكان وتناول حديثه مع البابا فرنسيس موضوع الحياد وابلغه البابا انّ همّه ان يكون لبنان دولة حيادية”، مضيفا انّ “الراعي عاد من روما بدعم من البابا لكل مواقفه ومشروع الحياد ولأي مبادرة انقاذية قد يعلن عنها واعتقد انّ الراعي يفكر بجدية بعدّة مبادرات لتحريك كل هذا الجمود الحاصل في البلد”.
ولفت قزّي الى انّ “هناك تهميش للدور المسيحي اليوم في صياغة الدولة ولكن هذا الأمر يتحمّله اوّلا الاحزاب المسيحية التي لم تقم بدورها، اذا بقي الوضع كما هو عليه اليوم الانتخابات النيابية المقبلة لن تجرى في موعدها”.
المصدر : صوت كل لبنان