بعد اغتيال سُليماني.. اسرائيل تتوقع 3 سيناريوهات لمستقبل التوتر بين ايران وأميركا

تطرح التطورات الإقليمية في المنطقة، لاسيما عقب اغتيال الولايات المتحدة للجنرال الإيراني قاسم سليماني، جملة سيناريوهات متوقعة لما قد تشهده المنطقة من أحداث، وفي هذه الحالة تبدو مهمة مجلس الأمن القومي الإسرائيلي طرح هذه السيناريوهات أمام المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية-الكابينت، وترجيح واحد منها، أو أكثر، وفقا للمعطيات المتوفرة لدى إسرائيل”، وفق ما أعلن دبلوماسي اسرائيلي سابق.

وأضاف عيران عتسيون الكاتب الإسرائيلي في مقال نُشر على موقع “زمن إسرائيل” أن “المحاكاة التي يقوم بها مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تبدأ من خلال حصوله على معلومات محدثة من أجهزة الموساد والجيش الإسرائيلي ووزارتي الأمن الداخلي والخارجية، وتأخذ بعين الاعتبار حالة التصعيد الآخذة بالتنامي بين إيران والولايات المتحدة، منذ صعود الرئيس دونالد ترامب إلى السلطة في أواخر عام 2016”.

وأشار الكاتب الاسرائيلي إلى أن “السياسة الأميركية المتصاعدة ضد إيران بدأت بالانسحاب الأحادي من الاتفاق النووي، وصولا للحد الأقصى بفرض العقوبات، مما ترك تأثيراته الصعبة على الاقتصاد الإيراني، وحشرت الدولة كلها في الزاوية، حتى جاءت ذروة الفعل الاميركي باغتيال سليماني، ولذلك يمكن طرح سيناريوهات محتملة وفقا لما قد يطرحه مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، وتتناول المدى القصير وصولا للانتخابات الأميركية في تشرين الثاني 2020”.

وأوضح نائب رئيس مجلس الأمن القومي السابق، ورئيس قسم التخطيط بوزارة الخارجية، أن “السيناريو الأول هو السيناريو التوافقي، ويتمثل بتوصل الولايات المتحدة وإيران إلى تفاهمات مشتركة من خلال وسطاء، تؤكد قواعد اللعبة بينهما، بحيث تمتنع الدولتان عن المس بأهداف الطرف الآخر المدنية والعسكرية، سواء على أراضيهما، أو داخل دولة ثالثة، وفي هذه الحالة ستضطر إيران لإلزام مليشياتها بهذه التفاهمات”.

وأكد أن “هذا السيناريو سيمنح الولايات المتحدة أن تعلن مباشرة أو ضمنيا عن سحب قواتها من العراق وأفغانستان، وفيما تعلن إيران أنها حققت نصرا إلهيا، فإن ترامب بإمكانه الذهاب  في هذا الاتفاق إلى انتخابات رئاسية مريحة، مع أن نسبة نجاح هذا السيناريو منخفضة”.

وأضاف أن “هناك سيناريو بقاء الأمور على ما هي عليه، وتتمثل في استمرار إيران بتنفيذ عمليات معادية ضد أهداف أميركية، من دون أن تعلن مسؤوليتها عنها، خاصة على الأراضي العراقية، فيما تستمر عملية سحب القوات الأميركية من العراق بصورة تدريجية، وفقا للتفاهمات بين واشنطن وبغداد، في حين ستتواصل خروقات إيران للاتفاق النووي”.

وأشار إلى أن “أميركا ستغضب من هذا السلوك الإيراني، لكنها ستضطر للتسليم بالأمر الواقع، مع غياب أي خيارات أخرى، تحت تحذير صيني روسي بعدم دعم أي خطوة عسكرية أمريكية ضد المنشآت النووية الإيرانية، مع أن نسبة نجاح هذا السيناريو بين متوسطة إلى عالية”.

وأضاف أن “هناك سيناريو ثالثا، يتمثل بتدهور الوضع في منطقة الخليج، من خلال مهاجمة إيران لأهداف اميركية في دولة ثالثة مثل الكويت، أو المس بحرية حركة الملاحة في الخليج، ووقوع قتلى وجرحى أميركيين، مما يعتبر في هذه الحالة تجاوزا للخطوط الحمراء من وجهة نظر ترامب، الذي سيأمر بالرد الفوري والتصعيد ضد أهداف عسكرية إيرانية داخل إيران ذاتها، ومن دون الحصول على مصادقة الكونغرس”.

وأكد أنه “في هذه الحالة ستنشب أزمة دولية وداخلية عاصفة، وأسعار النفط سوف ترتفع بصورة غير مسبوقة، وصولا إلى إطلاق النار على إسرائيل انطلاقا من سوريا ولبنان، والتدهور السريع إلى حرب إقليمية، في حين أن نسبة نجاح هذا السيناريو بين متوسطة إلى منخفضة”.