في خضم الجمود الحاصل، جاءت الزيارة الرئاسيّة الثلاثيّة التي نقلت الرؤساء ميشال عون ونبيه بري وحسان دياب معاً الى الكويت أمس، حيث قدّموا التعزية لأمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، بالأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
واكّد امير الكويت للوفد الرئاسي اللبناني «انّ الكويت في عهده ستبقى الى جانب لبنان وتواصل مسيرة دعمه لما فيه خير ابنائه واعادة نهوضه، مشيراً الى موقع لبنان واللبنانيين في قلوب الكويتيين».
واللاّفت في هذا السياق، أنّ هذه الزيارة ترافقت مع «توقعات» داخلية، اعتبرت انّ فرصة اللقاء في الجو، وتحديداً بين الرئيسين عون وبري، قد تؤدي الى انبعاث الدخان الابيض في ما خصّ الإستشارات النيابيّة المُلزمة، لاختيار الشخصيّة السنيّة لتشكيل الحكومة الجديدة.
وبحسب معلومات «الجمهورية»، فإنّ اللقاء الجوي بين الرؤساء الثلاثة، هو الأول بين عون وبري منذ زيارة الرئيس الفرنسي إلى بيروت، ومرحلة تكليف مصطفى اديب الفاشلة، وهو الأول بينهما ايضاً بعد اعلان بري عن اتفاق اطار مفاوضات ترسيم الحدود الجنوبية البحرية والبرية.
كما أنّه اللقاء الأول وجهاً لوجه بين بري ودياب منذ ما قبل استقالة حسان دياب.
وبالتالي، فإنّ «الحوار الطائر» سواء في رحلة الذهاب الى الكويت أو في رحلة الإياب الى بيروت، كان عموميًّا، ومشتتاً بين الداخل والخارج وصولاً الى صحّة ترامب.
وبالتالي لم يدخل في عمق او تفاصيل ايّ ملف. وأنّ كان التوجّه مشتركاً لكي تحضر حكومة تصريف الأعمال بفعاليّة في هذه الفترة، الى حين تشكيل الحكومة الجديدة.
واذا كان الملف الحكومي قد جرى المرور عليه، وتحديداً بين الرئيسين عون وبري، ومن زاوية انّه من غير الجائز ان يبقى في وضع المعلّق الى ما لا نهاية، الّا انّ المؤكّد في هذا السياق، هو انّ الاولوية للتوافق على الشخصية التي سترأس الحكومة، وبالتالي فلا الرئيس عون ولا الرئيس بري يملك أي منهما وحده، مفتاح هذا الملف، وخصوصاً أمام «القفل المحكم» الذي يسكّر هذا الملف حتى الآن، والمتمثل في عدم وجود شخصيّة سنيّة لتكليفها تشكيل الحكومة.
ونادي المرشحين لهذه المسؤولية فارغ تماماً، وفق ما تؤكّد مختلف المستويات السياسية على ضفتي الفراغ الحكومي، ما يعني أنّ الكلمة الفصل في طرح هذه الشخصية، وبمواصفات يُفترض ان تكون توافقية، هي في ملعب القوى السنيّة الرئيسيّة سواء السياسيّة وغير السياسيّة.