الاتحاد الأوروبي يُحددُ شروطه لتقديم مزيدٍ من الدعم الى لبنان

دعا يانيز لينارزيتش، مفوض الاتحاد الأوروبي لإدارة الأزمات، إلى تشكيل حكومة “ذات صدقية” في لبنان بشكل عاجل، قبل إطلاق مرحلة ثانية من الدعم المالي للدولة الغارقة في الأزمات.وقال يانيز لينارزيتش إن الاتحاد الأوروبي خصص 79 مليون دولار للاستجابة الطارئة بعد الانفجار المدمر في ميناء بيروت الذي أسفر عن استشهاد أكثر من 190 شخصا وإصابة الآلاف في الرابع من آب الماضي.

وأشار إلى أن الدفعة التالية من التمويل ستكون لإعادة الإعمار، لكنه حذر من أنه يجب أن تسير جنبا إلى جنب مع الإصلاحات لأن المجتمع الدولي ليس على استعداد لدعم “من قاموا بممارسات أدت إلى انهيار مالي وأزمة اقتصادية”.

وقال لينارزيتش لوكالة “فرانس برس” عقب وصوله إلى لبنان على متن طائرة مساعدات إنسانية: “نحن بحاجة إلى حكومة تحظى بثقة اللبنانيين ومصممة على قيادة البلاد في الاتجاه الصحيح”.

وأضاف: “على الطبقة السياسية في لبنان أن تقدم ما يطلبه الناس وهذا أيضا ما يتوقعه المجتمع الدولي. أنا أتحدث عن الحكم وليس عن الإصلاحات الاقتصادية فقط.

يجب أن يكون هناك تغيير في الطريقة التي يدار بها هذا البلد”.ووقعت المأساة عندما انفجرت مئات الأطنان من نترات الأمونيوم التي تركت في عنبر بالميناء، في وقت يعاني الشعب اللبناني من أسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود، وجاء الانفجار ليفاقم الغضب الشعبي حيال الإهمال الرسمي والطبقة السياسية المتهمة بالفساد.

واستقالت الحكومة اللبنانية برئاسة حسان ديان في أعقاب كارثة المرفأ، لكن لبنان رفض إجراء تحقيق دولي، قائلا إنه سيتكفل بالتحقيق بمساعدة خبراء أجانب.

وأدت أسوأ أزمة اقتصادية شهدها لبنان منذ الحرب الأهلية 1975-1990 إلى انخفاض قيمة الليرة مقابل الدولار الأميركي، وتضاعف نسبة الفقر ليشمل أكثر من نصف السكان.

وقال لينارزيتش إن التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي يجب أن يكون أولوية مبكرة للحكومة المقبلة.

وأعرب صندوق النقد الدولي عن استعداده لمضاعفة الجهود من أجل مساعدة لبنان والشعب اللبناني على تجاوز الأزمة الاجتماعية والاقتصادية التي يواجهونها، ما إن تتشكل الحكومة.

وفي ما يتعلق بحزب الله قال لينارزيتش: “هذا واقع في لبنان ونود أن نرى كل الطبقة السياسية اللبنانية تتحد وراء المهمة”.