مع تواصل ارتفاع عداد الاصابات في بلدة جديدة القيطع الى 20 إصابة مؤكدة جراء العدوى التي نقلها العسكري المقاعد في الأمن العام حسن عبد الرحمن الى عائلته والمجتمع المحيط من الذين إختلطوا بهم، وتسجيل أربع إصابات في بلدة رحبة من الوافدين من ليبيريا، و3 من الوافدين من قطر (ما زالوا في مستشفى رفيق الحريري في بيروت)، ارتفع منسوب الخوف في عكار بسبب غياب الاجراءات الجدية والمتابعة من قبل وزارة الصحة، حيث يبدو واضحا تقاذف التهم والمسؤوليات بين الوزارة والمحافظ والقوى الأمنية العاجزة عن ضبط المواطنين ومنع تجوالهم، وخروجهم من البلدة من دون قرار رسمي واضح.
ومما زاد من منسوب الخوف هو إرتفاع اعداد المصابين تزامنا مع الإلغاء التدريجي للحظر ولإجراءات التعبئة العامة ما يشكل خطراً على صعيد إعادة ارتفاع الإصابات.
فمن يراقب المواطنين المصابين في عكار، خصوصا أن جميعهم في الحجر المنزلي؟ وعن أي حجر منزلي نتحدث في ظل وجود أكثر من عائلة في المنزل الواحد؟ وكيف وصلت الاصابات في بلدة جديدة القيطع الى هذه المرحلة؟ ولماذا لم يصر من اليوم الأول الذي تم فيه الاعلان عن إصابة مدير الدفاع المدني خضر طالب بالفيروس الى إجراء الفحوص المخبرية لكل من إختلط به؟
وأين دور البلدية ودور اتحاد بلديات ساحل القيطع الغائب كليا عن السمع، والذي كان من المفترض أن يتعاطى بوعي وعقلانية ودقة مع الموضوع تماما كما فعل إتحاد بلديات جرد القيطع والذي يسجل له تمكنه من ضبط الحالات بسبب تشديد المراقبة على المصابين وحجر عائلاتهم (سجل إصابتين في فنيدق وإصابتين في بيت أيوب أعلن عن شفائهم لاحقا)؟.
والأهم أين دور وزارة الصحة وطبيب القضاء حسن جديد؟، وأين فرق الترصد الوبائي؟ وأخيرا أين دور إدارة هيئة الكوارث التي يرأسها إبن عكار اللواء محمود الأسمر، والتي يسجل لها أنها غائبة كليا عن المتابعة خصوصا أن الزحمة الخانقة التي تشهدها عكار، وغياب الوقاية والرقابة على المؤسسات خير دليل.
يمكن القول إن المحظور قد وقع، وتسبب الاستهتار في بلدة جديدة القيطع الى تفشي الكورونا وانتقاله حتى الى صفوف العسكريين، حيث أفيد أن أحد أبناء المصاب وهو عسكري في سرية شرطة المحكمة العسكرية في بيروت تبين إصابته بعد إجراء فحوص الـPCR له وللعسكريين من اختلط بهم حيث جاءت نتائج أكثر من عنصر إيجابية، (تحدثت بعض المصادر عن إصابة 13 عسكري).
وتفيد المعطيات الميدانية أن ارتفاع أعداد الاصابات في جديدة القيطع مؤشر خطير، خصوصا أن غالبية المصابين لا عوارض عليهم، ما يعني وجود إصابات غير معلنة، وللغاية سترسل وزارة الصحة فريقا لأخذ 100 عينة من بلدتي جديدة القيطع ورحبة في محاولة لتحديد المسار.
وعلمت “سفير الشمال” أن إجتماعا أمنيا سيعقد في سراي حلبا يوم غد برئاسة محافظ عكار عماد لبكي لوضع النقاط على الحروف، وتحديد المهام والمسؤوليات وذلك بعد أن إتضح كثرة التنظير مقابل انعدام الأفعال.
المصدر:”سفير الشمال”