زار وزراء الصناعة عماد حب الله، الأشغال العامة والنقل ميشال نجار، والاتصالات طلال حواط، غرفة التجارة في طرابلس والشمال، وكان في إستقبالهم رئيس الغرفة توفيق دبوسي في حضور أعضاء مجلس الادارة.
وقدم دبوسي للوزراء شرحا مفصلا عن مشاريع الغرفة وما تحتضنه من مراكز وحاضنة أعمال ومختبرات، كما أطلعهم على المشروع الوطني الاقليمي الدولي المعد من قبل الغرفة لطرابلس الكبرى.
وقال: “انه يوم إقتصادي وطني في طرابلس الكبرى، من غرفة التجارة في طرابلس نقول لجميع اللبنانيين، أننا لا نستطيع أن نبعد عن بعضنا البعض، وأن وحدتنا تبقى في قوتنا، والمفروض في هذه الظروف الصعبة أن نخلق دورا جديدا لانساننا ولمجتمعنا ولوطننا، فاللبناني عبر التاريخ دخل الى بلدان كانت أشبه بصحراء، فجعل منها بلادا مزدهرة، فكيف بهذا الوطن وطن الحرية والديموقراطية والتعاون والتشابك بين كل مناطقه وطوائفه ومذاهبه، نعلم أن هناك صراعا على كل الصعد، لكن ذلك لا يمنعنا من العمل والانتاج وحل الأزمات التي تواجهنا”.
وأشار دبوسي الى “أن غرفة التجارة التي تأسست عام 1870 أي قبل لبنان الكبير بخمسين سنة، ما تزال موجودة وهي واكبت العصر ولديها مشاريع داخلية متطورة غير موجودة في كل غرف المنطقة، ولديها أيضا مشروعا وطنيا قادرا على إنقاذ لبنان وإيجاد دور جديد له تحتاجه كل المنطقة العربية ويحتاجه المستثمرون في العالم، ذلك يجب أن نبقى سويا وأن تتشابك أيادينا للوصول الى بر الأمان والاستقرار والازدهار”.
ثم تحدث وزير الصناعة، فقال: “ما رأيناه في غرفة طرابلس اليوم يجب أن يكون مفخرة للشمال ولبنان وللدول العربية، فالمختبرات فريدة من نوعها في المنطقة، والحاضنات تؤسس لمداميك إقتصادية صناعية أساسية، والطاقة البشرية مميزة ونحن نفخر بها”.
وأضاف: “الغرفة يجب أن تكون مثالا يحتذى به، وأنا مسرور بأن أطلق زياراتي الى صناعيي الشمال منها، وأتمنى أن يكون لدينا نماذج مثلها في البلد، وأن تحظى برعاية وإحتضان ودعم الدولة”.
وأشار الى “أن طرابلس تعرضت لحرمان كبير، شأنها شأن الشمال والبقاع والجنوب، ومن المفترض ان يتم دعمها”، كاشفا أن “الخطة الاقتصادية الموضوعة تعتمد على تفعيل الصناعة وخصوصا في الشمال وتحديدا المنطقة الاقتصادية القائمة في طرابلس، ونحن نسعى الى تأمين التمويل اللازم لجعل المنطقة حاضنة للاقتصاد ومركزا للتجارة الحرة ومقرا للتكنولوجيا والمعلومات والمعرفة”، مشددا على “ضرورة أن نضع الحرمان خلفنا، وأن نعمل على إعادة طرابلس والشمال الى الخارطة الاقتصادية”.
وردا على سؤال عن التراخيص المطلوبة لمراكز في غرفة طرابلس، قال حب الله: “بعد زيارتنا لا لزوم لأي تراخيص، فما رأيناه أكثر من كاف وهو مفخرة، وكل ما يلزم للغرفة سيكون موجودا”.
من جهته، أكد وزير الأشغال ان “عروس الشمال تحتاج منا الى كل إهتمام”، وقال: “مفخرة كبيرة ما رأيناه في الغرفة، ففي ظل الأزمات الاقتصادية والصحية وكل الأزمات الأخرى صار لزاما علينا أن نتجه الى الأمن الغذائي الذاتي، وقد كان لدى رئيس الغرفة وفريقه بعد نظر فاستبقوا الأمور. اليوم نتطلع الى طرابلس كمحطة لننطلق من خلالها الى بناء لبنان الجديد للاعتماد على نفسه، لأن الاعتماد على الخارج في كل شيء هو جزء من الأزمة الاقتصادية التي وقعنا فيها، ونأمل أن يتحقق مشروع “طرابلس عاصمة لبنان الاقتصادية” الذي سيبصر النور بفضل العقول النيرة، وسيكون نواة لانطلاقة جديدة لطرابلس والشمال وكل لبنان”.
واعلن وزير الاتصالات “أن طرابلس مدينة العلم والعلماء، تتميز بالخبرات، لكن إقتصادها محروم، لذلك فإننا نسعى لاعادتها الى الخارطة اللبنانية، لتكون بوابة الشرق ومركز تفعيل الاقتصاد وتشجيع الاستثمار في الصناعة والتجارة”.
وقال: “اليوم أحببنا مع الزميل حب الله أن نستمع الى هواجس الصناعيين وأصحاب المصانع والمستثمرين في طرابلس لتفعيل الصناعة في طرابلس وإعادة المدينة الى سابق عهدها كمدينة صناعية أولى وعاصمة ثانية في لبنان”.
وأكد حواط أن “هذه الزيارة لن تكون الأخيرة، مبديا إستعداده لنقل معاناة أبناء طرابلس والشمال في كل القطاعات الى الحكومة”.
بعد ذلك جال الجميع على مشاريع الغرفة، ثم عقد لقاء موسع ضم عددا من الصناعيين وأصحاب المصالح، وممثلين عن تجمع صناعيي وتجار المنية وجمعية “علم بالقلم” الذين نظموا زيارة الوفد الوزاري.
وعرض دبوسي لتفاصيل المشروع الوطني الاقليمي والدولي من طرابلس الكبرى، لافتا الى تأمين تمويل الدراسة من خلال “إيدال” وتعاون رئيسها الدكتور مازن سويد المؤمن بهذا المشروع، والى تأمين تمويل تنفيذ المشروع من جهات دولية عدة، والمطلوب هو أن تتبناه الحكومة، خصوصا أنه كفيل بحل أزمات عدة، وبتوفير عشرات آلاف فرص العمل”.
المصدر:”Mtv”