قالت وكالة “بلومبيرغ”، أمس الأحد، إن هبوط أسعار النفط الخام حاليا ينذر
بتاكل الاحتياطات المالية التي راكمتها دول الخليج خلال العقود الماضية.
وذكرت الوكالة أن حرب الأسعار التي تقودها السعودية ضد روسيا ستدفع
إلى اختفاء منتجين آخرين للنفط، وهم الذين يكلفهم إنتاج البرميل الواحد
أكثر من 10 دولارات، فيما تبلغ تكلفة إنتاج البرميل في السعودية على سبيل
المثال 2
.
5 دولار.
ورأت “بلومبيرغ” أن الإسراف في الإنتاج ليس نتاج عوامل جيوسياسية، بل
حصيلة حسبة رياضية مرتبطة بتدني أسعار النفط؛ فمع تراجع الدولارات التي
ترد مقابل كل برميل تبيعه، تحتاج دول الخليج إلى ضخ كمية أكبر بكثير
للحفاظ على ما يشبه الإيرادات الحالية.
ومن حيث المبدأ، تتوفر لهذه الدول ترسانة تكفي لخوض الحرب، إذ إن تكلفة
ضخ برميل واحد من النفط من حقول النفط الخليجية لا تتعدى ثمن زجاجة
مياه شرب من النوع الفاخر، بحسب بلومبيرغ.
وأضافت: “وحتى في أسوأ الاحتمالات عندما تهبط أسعار النفط الخام إلى
أقل من 10 دولارات للبرميل، وينجم عن ذلك تكبد قطاع النفط بأسره تقريبا
خسارة مالية، فسيستمر منتجو الخليج في جني الأرباح”.
وأشارت إلى أنه لكي يتسنى التعامل مع تداعيات أزمة هبوط الأسعار، ومع
احتمال تراجع الطلب على الخام على المدى البعيد، فقد عملت البنوك
المركزية الخليجية على إيداع كميات ضخمة من المال، في صناديق سيادية
مضيفة: “ولكن أمام تراجع الأسعار، قد تتأكل هذه الأموال بسرعة كبيرة”.
ووفق بيانات رسمية، فقد وضعت غالبية دول الخليج كافة إضافة إلى العراق،
سعر برميل نفط يفوق 50 دولارا في مشاريع موازناتها لعام 2020، مع
تسجيل عجز متوقع، فالسعودية تحتاج إلى سعر 80 دولارا للبرميل وصولا
إلى موازنة صفرية، تتعادل فيها الإيرادات مع المصروفات.
المصدر:”العربي الجديد-بلومبورغ