“الأزمات متعاقبة”… الابيض: مقبلون على مستقبل صعب بما يتعلق بالسرطان

أطلقت اللجنة المكلفة تطبيق الخطة الوطنية لمكافحة السرطان في وزارة الصحة العامة، بالتعاون مع وزارة التربية الوطنية ومنظمة الصحة العالمية وجمعيات معنية بالتوعية حول السرطان “الحملة الوطنية للتوعية ضد السرطان”.

ولفت الحلبي إلى أن “نتائج البحوث العلمية والدراسات ونصائح الأطباء المتخصصين تؤكد ان الوقاية هي أقصر السبل للمحافظة على الصحة وان التوعية والمعرفة المبكرة عن مرض السرطان ترفع نسب الشفاء .وانطلاقا من هذه الثوابت نوه بأهمية اللقاء الهادف إلى تسليط الضوء على الدور المحوري للتعليم في مكافحة السرطان، مؤكدا التعاون مع وزارة الصحة العامة ولجنة تنفيذ الخطة الوطنية لمكافحة السرطان والقيمين على الحملة الوطنية للتوعية حول مرض السرطان، وذلك عبر تعزيز برنامج الصحة المدرسية”.

 

وقال الحلبي: “إن هذا التعاون يعتبر بمثابة خطوة حاسمة، تعكس عزمنا على المضي قدما في التزامنا الجماعي، برفع مستوى الوعي حول مرض السرطان داخل المؤسسات التعليمية. إن برنامج الصحة المدرسية، هو الركيزة الأساسية لتعزيز الصحة العامة لطلابنا، ولغرس العادات الصحية السليمة، وزيادة الوعي حول القضايا الصحية الحاسمة. وإدراكًا لخطورة مرض السرطان باعتباره مصدر قلق للصحة العامة”.

وتابع, “فإننا نتعاون لترسيخ سلوكيات صحية وغذائية صحيحة، لتعزيز الوقاية من السرطان والكشف المبكر عليه واعتماد أنماط حياة صحية. وهذا التعاون بمثابة شهادة على التزامنا الثابت والأكيد ، بتوفير تعليم شامل لا يقتصر على نقل المعرفة الأكاديمية فحسب، بل يزود الطلاب أيضًا بالمهارات الحياتية الضرورية لصحتهم. ومن خلال التركيز على التوعية من مرض السرطان في برنامج الصحة المدرسية الذي نعتمده ، فإننا نهدف إلى غرس الشعور بالمسؤولية واليقظة لدى طلابنا، وتشجيعهم على إعطاء الأولوية لصحتهم واتخاذ خيارات لنمط حياة أكثر صحة”.

وأضاف الحلبي: “إن مناهجنا التربوية التي انجزنا إطارها الوطني والأوراق المساندة، تخصص حيزا كبيرا لموضوع الصحة المدرسية والوقاية والتوعية، كما أن المرشدين الصحيين في المدارس يسهرون على المتابعة والكشف الطبي في المدارس بالتعاون مع الشركاء والداعمين. لذا نركز في برنامج الوقاية على عدم التدخين، وعدم تعاطي الكحول ، وعلى ضرورة ممارسة الرياضة بصورة منتظمة، والتركيز على اعتماد نظام غذائي متوازن وتجنب السمنة التي اصبحت مرض العصر ، كما نشدد على الحصول على التطعيم والتحصين ضد فيروس الورم الحليمي وضد التهاب الكبد . وإننا نعمل من خلال ورشة تجديد المناهج على إدخال هذه المضامين في الدروس والأنشطة المواكبة للمناهج، لكي تصبح أساسا للسلوكيات والعادات السليمة والصحية . وإننا على اقتناع تام بأن المحافظة على صحة المجتمع تبدأ منذ الطفولة” .

وختم معربًا عن امتنانه لوزير الصحة وفريق عمل الوزارة، مؤكدًا “الالتزام بتعزيز ثقافة الصحة والرفاهية في مؤسساتنا التعليمية، لأن التلامذة يستحقون تعليمًا لا يثري عقولهم فحسب، بل يمكّنهم أيضًا من عيش حياة صحية وسليمة”.

وفي الختام, لفت وزير الصحة إلى أن “الأزمات المتعاقبة التي حصلت في السنوات الأخيرة، والتي تركت تداعيات شديدة السلبية على قطاع الصحة، سلطت في الوقت نفسه الضوء على المشاكل الكبيرة التي يعاني منها المصابون بداء السرطان في لبنان فدخلت معاناة هذا المرض إلى كل العائلات اللبنانية حتى التي لا يعاني أي من أفرادها من هذا المرض”.

وتابع, “المهم في هذا الأمر وعي خطورة الإصابة بالمرض للوقاية منه”. وقال: “إن الأرقام التي لدينا تظهر أننا مقبلون على مستقبل صعب بما يتعلق بالسرطان”.

أضاف الأبيض: “يحتل لبنان موقعًا متقدمًا في استهلاك السجائر والنرجيلة في الشرق الأوسط متجاوزًا بنقاط كثيرة بلدانًا أخرى حيث تصل نسبة الإستهلاك في لبنان إلى حوالى سبعين في المئة، فيما تراوح في أوروبا وبحسب أرقام منظمة الصحة العالمية بين عشرين وثمانية وعشرين في المئة. ويجدر التذكير في هذا المجال أن كل نرجيلة تعادل عشرين سيجارة!”.

وأردف: “لبنان يقترب من احتلال الرقم واحد في العالم في الإصابة بأورام المثانة التي ترتبط بشكل أساسي بموضوع الدخان”.

وتناول وزير الصحة العامة بشكل تفصيلي مسألة الضرائب التي تفرض على استهلاك السجائر، فلاحظ أن “الدول الغنية تفرض ضرائب عالية ليس لأنها تحتاج إلى أموال بل لتضع عائقًا أمام سهولة الحصول على السجائر. أما في لبنان فإن الضريبة بالـ”سنتات” الأميركية فقط، وفي الواقع إننا نواجه في هذا المجال جبلا كبيرًا أكبر بكثير من الجبال التي اعتاد مكسيم شعيا الموجود بيننا أن يتسلقها”.

وفي هذا المجال، أسف وزير الصحة العامة “لعدم وجود وعي عند الكثيرين من المسؤولين وهو ما أظهره نقاش الموازنة حيث تم تخفيض الزيادات الضريبية على مختلف أنواع الدخان التي طلبتها الوزارة في الموازنة التي قدمتها الحكومة، كذلك يغيب الوعي عند الكثيرين من الفئات لدى الشعب اللبناني الذين يقبلون على خطر الإدمان على الدخان”.

وتابع الوزير الأبيض : “عندنا لوبي قوي جدا في لبنان مع شركات التبغ. وأنا شهدت شخصيًا هذا الأمر عندما حاولنا زيادة الضرائب حيث يقحمون الأمور الوطنية والطائفية عندما نتحدث في الموضوع. لذلك لدينا عمل هائل وكبير جدا على هذا الصعيد سنقوم به ليس فقط على مستوى الدولة بل على مستوى المجتمع لإحداث الفرق المطلوب”.

ثم تطرق وزير الصحة العامة إلى البرامج التي تنفذها الوزارة في موضوع السرطان، مشيرًا إلى أن الموازنة المخصصة للسرطان تبلغ حوالى أربعين في المئة من موازنة الوزارة من بينها أربعة عشر في المئة للعلاج والإستشفاء، وسيتيح ذلك للوزارة القدرة على مساعدة المرضى سواء بالجراحة أو علاج الأشعة.

ولفت إلى أنه “في موضوع الوقاية والتشخيص المبكر ستعلن الوزارة عن حملة الـMammographie التي ستتضمن تغطية للفحوصات إضافة إلى فحوصات أخرى في مراكز الرعاية الصحية الأولية كالعنق الزجاجي، والتعاون مع مؤسسة سعيد في موضوع سرطان المستقيم المعروف بالقولون”.

وتوجه الأبيض بالتحية لجميع العاملين في موضوع السرطان سواء الأطباء الذين عملوا في اللجان مجانا لتنظيم عملية الدواء وتوزيعه والبروتوكولات، أم المراكز الجامعية والجمعيات المتعددة مضيفا: “هذا واجبنا ونتشرف أننا نعمل معكم في الوزارة في هذا الموضوع المهم والمؤلم” .

وختم: “نأمل أن نحصد النتائج الطيبة بواسطة هذا الجهد الصادق الذي نبذله جميعًا، وإذا استطعنا تحقيق الجهاد الأصغر ضد السرطان نستطيع تحقيق الجهاد الأكبر في إصلاح وطننا لشفائه من الفساد والمصلحة الشخصية”.