ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، اعتبر فيها أنه “مهما تقلّب الدهر وتقادم الزمان سيكتب التاريخ أن حلفاً مكوّناً من تل أبيب وواشنطن والأطلسي ومجوعة إقليمية طويلة عريضة لم تترك شيئاً من تكنولوجيا القتل والإبادة والدمار إلا وزجّت به في قطاع غزّة، فانتهك الحرمات، وعاث فساداً، وسفك الدم الحرام، وخاصم الله بخلقه، والعرب لا محل لها من العرب إلا قلّة ممن خصّهم الله بنفسه ودينه. وكذلك أغلب الدول الإسلامية التي تأمركت وتصهينت بكل ما أوتيت من قوة”.
وأكمل، و”للتاريخ أقول: ما يجري في غزة بداية النهاية للكيان الصهيوني إن شاء الله تعالى، وأيام زوال إسرائيل بدأت، وكابوس 7 تشرين دليل على أن إسرائيل نمر من ورق، ورغم شراكة واشنطن والأطلسي لتل أبيب فإن اليد العليا للمقاومة في غزة وجنوب لبنان وباب المندب وباقي النواحي، ولا تراجع ولا صفقات ولا تسوية مذلّة، والميدان هو الفصل، وعزّ من قائل (كَتَبَ اللَّهُ لاغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ)”.
وأضاف، “أما على مستوى الجبهة الجنوبية، فأكد أنه “على الرغم من شراكة العالم لتل أبيب في تلك الجبهة بما في ذلك الأقمار الصناعية المتعددة الجنسيات العسكرية والمدنية، ومنها أخطر وأهم الدرونات الأميركية والعالمية، فإن النصر حليف المقاومة إن شاء الله تعالى، فما يجري على الجبهة الجنوبية نصر لا مثيل له من قبل، وقدرات ردع لا سابق لها، وتأسيس لسيادة وطنية قلّ مثيلها، وكلّ ذلك رغم أن المقاومة لم تكشف إلا عن القليل النادر مما تملك، فقط المطلوب من القوى السياسية الوفاء للمقاومة وتضحياتها وانتصاراتها الوطنية بتسوية رئاسية تليق بهزيمة تل أبيب وواشنطن في أكبر وأهم حرب على الإطلاق”.
وطالب المفتي قبلان “حكومة تصريف الأعمال القيام بواجباتها الوطنية، وبخاصة في هذه الظروف الاستثنائية التي تهدد صميم البلد، والكسل والتهرّب خيانة، فلبنان يحتاج حكومة تعمل لا تنام، والحلّ بتسوية رئاسية حكومية تنتشل البلد من الموت السريري، ولا تنازل على حساب السيادة الوطنية، ولا محل لواشنطن بأي تسوية وطنية، وأي وساطة دولية أو إقليمية شقيقة أو صديقة يجب أن تمرّ بالمصالح اللبنانية فقط، وللمرة الألف نعود ونقول إن مشكلة النازحين كارثية، ولا بد لها من حل، والحل بفتح البحر، ولتغرق أوروبا بالنزوح، بل يجب معاقبة أوروبا، ولا يجوز تحويل لبنان إلى سجن كبير للنزوح، كما لا يجوز تحويل الجيش اللبناني إلى حرس بحري من أجل أوروبا الغارقة بدماء غزة والشريكة بأكبر وأخطر نزوح يهدد لبنان”.
وختم: “في نهاية هذا العام الذي تكلّل بأكبر كارثة طالت قطاع غزّة، وهي كارثة القرن، لا بد من رفع أسمى شهادات التكريم والتعظيم لليمن العظيم، والمقاومة الفلسطينية، والعراقية والسورية، وللمقاومة الإسلامية في لبنان، والجمهورية الإسلامية الإيرانية ولدول وزعامات في أميركا اللاتينية وغيرها، وذلك لوقوفهم في وجه تل أبيب وواشنطن والأطلسي وباقي مكونّات حلف الشر العالمي، والشكر الأعظم للشهداء والجرحى والمقاومين البواسل على عظمة ما قدّموا ويقدمون من معجزات وطنية وسيادية وأخلاقية وإنسانية، وسط أخطر وأدق الحروب في القرن الواحد والعشرين، والموقف يبقى مقاومة، والخيار مقاومة، ولا شيء أعظم عند الله من مقاومة الباطل والجبروت والطغيان”.