افتتاح الملتقى الثقافي اللبناني

برعاية معالي وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى، وبحضور ممثل المرجعيَّة مدير مكتب سماحة السيد علي السيستاني في لبنان الحاج حامد الخفاف، ومسؤول العلاقات الإعلاميَّة في حزب الله الحاج محمد عفيف، والوزير السابق طراد حمادة، وأمين عام اتحاد الكتّاب اللبنانيين الشاعر الياس زغيب، ورئيس الحركة الثقافيَّة في لبنان الشاعر باسم عباس، ورئيس منتدى “رجع زناد” فضيلة الشيخ حسين زين الدين، ورئيس المجلس الأعلى للجمارك العميد الدكتور أسعد الطفيلي، وأمين الشؤون الثقافيَّة في الحزب السوري القومي الاجتماعي الدكتورة فاتن المرّ، وممثلة الجامعة اللبنانيَّة الدكتورة منى رسلان، والدكتور طلال عتريسي، والمخرج يوسف رقة، والدكتورة ليلى أبو شقرا، وحشد كبير من الأدباء والشعراء والإعلاميين والأكاديميين والمهتمّين، أقام “الملتقى الثقافي اللبناني” حفل افتتاح مركزه الجديد وقاعة الأديب الراحل الشيخ فضل مخدّر “رحمه الله” وإطلاق فعاليات المركز الكائن في محلة بئر حسن (خلف جامعة المعارف، مبنى الابتسام، طابق ثالث).

 

قدّم الحفل الإعلامي والأديب الأستاذ روني ألفا الذي توجَّه بالتحيَّة إلى روح الشيخ فضل مخدّر بوصفه “بيت القصيد” و”صاحب البيت”، وكانت بعدها كلمة للنائب والشاعر الدكتور إيهاب حمادة باسم “الملتقى الثقافي اللبناني” أكَّد فيها على الالتزام برؤية ورسالة الملتقى مستعرضًا برنامج عمله الجديد الذي يشمل: إعادة إطلاق المهرجانات الشعريَّة في مناسبات محدَّدة، إعادة إطلاق لقاء الأربعاء الشعري، تكريم المبدعين، ورعاية تواقيع نتاجهم الأدبي وخصوصًا الشباب منهم، إقامة المعرض السنوي وفيه يتمّ عرض مؤلفات أعضاء الملتقى وروّاده مع إقامة أنشطة على ضفاف المعرض، استعادة الأمسية الأدبيَّة والشعريَّة الشهريَّة في بيروت والمناطق بمشاركة شعراء من لبنان والخارج على أن تستضيف كل أمسية واحدًا من شعراء الجيل الجديد، استعادة السهرة النقديَّة الشعريَّة (حلقة النقد) التي تستهدف أيضًا الشعراء والأدباء من الجيل الجديد مع استعراض نتاجهم ووضعه على المحكّ النقدي، إعداد دورات متخصّصة في فنون الكتابة، إقامة مؤتمر سنوي للشعر المقاوم في لبنان، إنشاء جائزة أدبيَّة سنويَّة على مستوى العالم العربي، تأسيس رابطة أدباء المقاومة، ترتيب مشاركات للشعراء اللبنانيين في لبنان والخارج.

كما كانت كلمة لأمين عام اتحاد الكتّاب اللبنانيين الشاعر الدكتور الياس زغيب الذي تطرّق إلى مشواره مع “الملتقى الثقافي اللبناني” مذكّرًا أنَّه منذ يفاعة لغته على ودّ مع هذا المنبر الذي عرفه شاعرًا وخطيبًا، ومع مؤسّسه الشيخ فضل مخدر الذي احتواه بقلبه النبيل واستعمل معه على الدوام فائض المحبّة ومارس عليه سلطة الابتسامة فلم يكن أمامه سوى الاستسلام أمام النقاء المتدفق من روحه البهية، وأنَّ الراحل كان “صديقه الكبير” الذي جمعه به الهمّ الثقافي في اتحاد الكتّاب اللبنانيين يوم كان الشيخ نائبًا لأمينه العام الراحل د. وجيه فانوس، ورأى في تسمية القاعة بإسم الشيخ مخدّر لفتة نبل ووفاء.

 

وبعدها كانت قصيدة للشاعرة آيات جرادي، تلتها كلمة راعي الحفل وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى الذي رأى أنَّ فضائل ومبادئ ومواهب الشيخ فضل مخدّر كانت هي سكناه ومنازله في حياته وبعد وفاته، وأنَّ أيَّة قاعة مهما رحُبت تضيق أن تكون وحدها لذكراه مقامًا، واستشهد بقول الشيخ “إنَّ وجود الإنسان الإنسان هو المعطى الوحيد الذي يكمن وراء الفن والجمال” ليخلص إلى أنَّ الشيخ وحتى في دراسته الإلهيَّات كان يفتش عن الإنسان في أعماق كل فكر، ومن هنا جاء اهتمامه بالمواهب الشابَّة التي رأى فيها قنوات روحية تجري عبرها القيَم باتجاه المستقبل، ومن هنا كان اعتقاده أنَّ الإنسان الذي من أجله صُنِعَ هذا الكون بما فيه ينبغي له أن يبقى موفور العزّة والكرامة حرًّا في وطن حرّ ليستطيع عمارة الأرض كما أوصاه ربّه ولا يتخلف أبدًا عن مقارعة الاحتلال باعتباره نقيضًا للكرامة الإنسانيَّة والحقّ الوطني.

 

ورأى الوزير المرتضى أنَّ على النوادي الثقافيَّة والملتقيات الأدبيَّة والروابط الفنيَّة وسائر ما يدخل تحت لواء الحراك الثقافي أن تسهم بشكل أساسي ومباشر في تشكيل الهوية اللبنانيَّة الحقيقيَّة وإبراز معالمها المتميّزة في هذا الزمن الذي تستشري فيه الأزمات على غير صعيد وتسيطر العصبيَّات القاتلة على الخطاب السياسي لدى جهاتٍ بعينها لا تزال مصرَّة على رفض الآخر والتنصّل من رسالة العيش الواحد تحت ذرائع تعرف قبل سواها أنها واهية باطلة ولكنّها تصرّ عليها لأسباب معلومة.

 

وأمل الوزير المرتضى من “الملتقى الثقافي اللبناني” ونظرائه تشكيل تيارات فكريَّة متجانسة الأصوات كل في مجال نشاطه الثقافي بعيدًا من التطابق ومع الاحتفاظ بالحريَّة الكاملة لكل صوتٍ من أصواته.

 

وفي الختام جرى رفع الستارة عن لوحة فنيَّة عبارة عن “بورتريه” للشيخ فضل مخدّر أنجزها الفنان التشكيلي يامن صعب مستعينًا بكلمات قصيدة للشيخ الراحل مستهلها “أي عشق يشدّني يا رفاقي، دجلة الخير أم نخيل العراقِ”.