تشير المؤشرات إلى أن تموز هو الشهر الأكثر حرا على وجه الأرض، ويقول العلماء إنه في طريقه لتحطيم جميع الأرقام القياسية مع دخول الكوكب فترة طويلة من ارتفاع درجات الحرارة القياسية، بحسب صحيفة “نيويورك تايمز”.
وأعلنت منظمة مراقبة المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي، الخميس، أن استمرار الحرارة الشديدة في أغلب مناطق العالم، من أميركا الشمالية وأوروبا إلى آسيا وأماكن أخرى، قد يجعل تموز من أكثر الشهور ارتفاعا في الحرارة على كوكب الأرض، وفقا للصحيفة
وذكرت الصحيفة أن حزيران الماضي، كان الأكثر سخونة على كوكب الأرض منذ عام 1850، وكان السادس من تموز أكثر الأيام سخونة، لذلك تتزايد احتمالات أن يحتل عام 2023 مكانة عام 2016 باعتباره أكثر الأعوام سخونة.
وأوضحت أنه حتى الآن ووفقا للمؤشرات الحالية فإن آخر 8 سنوات هم الأكثر دفئا على الكوكب.
وقال الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، بيتيري تالاس، في بيان إن “الطقس القاسي الذي أثر على ملايين الأشخاص، في تموز هو للأسف الواقع الخطير لتغير المناخ، لذلك من الضروري الحد انبعاثات غازات الاحتباس الحراري”.
وأشارت الصحيفة إلى أن العلماء حذروا الدخول في فترة تمتد لسنوات من الحرارة الاستثنائية بسبب تفاقم آثار الانبعاثات والغازات المسببة للاحتباس الحراري بسبب ظاهرة النينيو.
وذكرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أنّ ظاهرة النينيو تحدث في المتوسط كل سنتين إلى سبع سنوات، وتستمر النوبات عادة من تسعة إلى 12 شهرًا.
وهذه الظاهرة عبارة عن نمط مناخي يحدث بشكل طبيعي ويقترن بارتفاع درجات حرارة سطح المحيط في وسط وشرق المناطق الاستوائية في المحيط الهادئ، لكنه يحدث في سياق تغير مناخي ناجم عن الأنشطة البشرية.
وأوضحت الصحيفة أنه مع ذلك، عندما يحطم متوسط درجات الحرارة العالمية الأرقام القياسية بهوامش كبيرة، كما حدث منذ أوائل حزيران، فإن ذلك يثير تساؤلات حول ما إذا كان المناخ يتشكل أيضا من خلال عوامل أخرى، كما قالت عالمة المناخ في جامعة كاليفورنيا، كارين ماكينون، مضيفة أنه هذه العناصر ليست مفهومة حتى الآن.
وقال الباحثون الذين حللوا موجات الحرارة الشديدة، تموز الجاري، في جنوب غرب الولايات المتحدة وشمال المكسيك وجنوب أوروبا، الأسبوع الجاري، للصحيفة إن درجات الحرارة التي لوحظت في تلك المناطق، على مدى عدة أيام، كانت ستكون “مستحيلة فعليا” لولا تأثير الإنسان، أي أن تغير المناخ مدفوع بالعنصر البشري.
وتلعب انبعاثات الوقود الأحفوري، التي تسبب تراكم الحرارة بالقرب من سطح الأرض، دورا بالتأكيد، إذ أنه منذ الثورة الصناعية، ضخ البشر 1.6 تريليون طن من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، ما تسبب في ارتفاع درجة حرارة العالم بنحو 1.2 درجة مئوية، أو 2.2 فهرنهايت، وهو ما جعل العالم أكثر حرارة مما كان عليه في النصف الثاني من القرن التاسع عشر.