كرامي يُفضّل فرنجية رئيساً

أكد رئيس تكتل “التوافق الوطني” النائب فيصل كرامي انّ “هناك انفتاحاً على توسيع التكتل نحو الإطار الوطني الأشمل”، لافتاً الى انّ “ولادة التكتل تمّت على اساس هذه النواة تحديداً لأنه لم يعد مُمكناً الانتظار أكثر فيما التحديات والملفات تتراكَم”.
وفي حديث لصحيفة “الجمهورية” اليوم الثلاثاء أضاف، “طموحنا هو أن يصبح التكتل عابراً للطوائف والمناطق، ولكن ليس عَيباً حتى ذلك الحين ان يكون هو التكتل السني الأكبر، مع العلم انّ خطابه وطني بامتياز”.
واستهجن كرامي “كيف أنّ هناك أصواتاً في حزب الكتائب هاجَمتنا وصَنّفتنا مُبكراً”، متسائلاً: “إنتو مين؟ مَن أعطاكم حق تقييم الآخرين”؟ مضيفاً، “من الأفضل أن تنظروا الى أنفسكم في المرآة حتى تعرفوا حقيقة حجمكم”.
ولفت الى انّ “نواب تكتل التوافق الوطني حصلوا خلال الانتخابات على نحو 50 ألف صوت بينما مجموع أصوات نواب الكتائب لا يتجاوز الـ 25 الفاً”، نافياً ان “تكون حركته المكثفة أخيراً مُندَرجة في سياق التمهيد لتولّيه رئاسة الحكومة في المرحلة المقبلة”.
وشدد كرامي على انه “ليس بحاجة أصلاً إلى تحضيرٍ لِتَسلّم هذا المنصب، ومن السابق لأوانه الخوض في هذا الأمر وسط استمرار الشغور في رئاسة الجمهورية، إذ يجب انتخاب الرئيس أولاً، وتأتي بعد ذلك الاستحقاقات الأخرى. لكنّ التداول المُبكر في هوية رئيس الحكومة المقبل يعطي انطباعاً بأنّ هذا المركز شاغِر عملياً، على رغم انّ هناك من يشغله نظرياً”.
وأوضح انّ “التكتل الجديد لم يناقش بعد الملف الرئاسي في انتظار اجتماع قريب جداً، ولكن أُرجّح أنني وزملائي في التكتل نلتقي على تأييد ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، خصوصاً اذا جرى تَخييرهم بين فرنجية وممثل صندوق النقد الدولي جهاد أزعور”.
وشدد كرامي على انّ “مرشحه المفضّل للرئاسة هو رئيس تيار المردة”، مضيفاً، “إنه الحليف والصديق والأخ، ولا يمكن ان أُفاضِل بينه وبين أي اسم آخر”، مؤكداً “أهمية الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، لا يرى انّ الجلسة، التي دعا اليها رئيس المجلس النيابي في الرابع عشر من الشهر الحالي، ستُحقّق هذا الانجاز بسبب الانقسامات الحادة بين الكتل والقوى النيابية”.
وأضاف، “أخشى من تداعيات هذه الانقسامات والاصطفافات لأنّ ما نفكّر به ليس فقط لحظة الانتخاب، وسلامة ودستوريّة اللعبة الديموقراطية، وإنما واجبنا ان نفكّر أيضاً بما بعد الانتخاب، أي بالسنوات الست التي سيمضيها الرئيس في سدة الحكم. كما انّ واجبنا أن نتساءَل ما اذا كان بلدنا يتحمّل في هذه المرحلة اعتماد قاعدة الغالب والمغلوب باسم الديموقراطية”؟
وتابع، “لنا أن نتخيّل في هذه الحال حجم ومدى العراقيل التي ستعوق مسيرة العهد، والأمل في انتظام الحياة السياسية والدستورية، خصوصاً لجهة تشكيل حكومة جديدة لا أستبعِد أن يعجز عن تشكيلها طوال هذه السنوات الست، وبذلك نُضيف الى أزماتنا الراهنة أزمة ممتدة خطيرة تهدد الدولة اللبنانية وجودياً وكيانياً”.
وقال كرامي: “لذلك، أرى انّ التوافق العريض على اسم الرئيس هو شأن يَتّخِذ في هذه المرحلة بُعداً وطنياً، وهذا التوافق الذي أشدّد على انه لا يعني إطلاقاً تفاهمات وتسويات قائمة على المحاصصة وطريقة تَقاسم السلطة والمناصب والنفوذ، إنما السبيل الوحيد إليه هو الحوار الوطني الجامع الذي دعا إليه الرئيس نبيه بري، والذي لا يستثني أحداً”.
ودعا كرامي “كل الكتل والقوى السياسية الى أن تسير في هذا الاتجاه، بحيث نتحاور بانفتاح وشفافية، ونحاول ان نُقنِع بعضنا البعض، وكلٌ مِنّا يمتلك الرؤية السياسية والحجة التي يعتبرها مُقنِعة للآخر. والمهم أن نخرج في النهاية بتوافقٍ يقوم على الاقناع من دون أي ضغط، ويتقاطَع كذلك مع الاجواء الاقليمية والدولية التي ستشكّل لنا مظلة آمنة للسير في خطط التعافي السياسي والمالي والاقتصادي، كما سيمثّل هذا التوافق مَناعة وطنية وقوة دَفع ينطلق منهما الرئيس العتيد في مهماته وتنطلق معه السلطات التنفيذية والتشريعية وسائر المؤسسات الدستورية”.
وعن انفجار الخلاف بينه وبين رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، اوضح كرامي انّ “الجَمر كان تحت الرماد” في علاقته مع ميقاتي، وانّ تصرفات الاخير أدّت الى تَسعير هذا الجمر، “وليس خافياً انّ وزير داخليته سعى الى ضَربي وإسقاطي في الانتخابات النيابية”.
واعتبر أنّ ما أورده عن ميقاتي قبل أيام “ليس هجوماً لاذعاً بل تَوصيف للواقع”، مشيراً الى انّ “رئيس حكومة تصريف الأعمال يُكثِر من الوعود ولا يَفي بها والوعد اللي ما بيعجبَك خود غَيرو فوراً”.
ولفت إلى أنّ “وضع طرابلس مُزرٍ وحين كنتُ أزور بعض المسؤولين لأبحث معهم في الحلول الممكنة لهذا الوضع كانوا يقولون لي: لماذا تأتي إلينا في حين أنكم في طرابلس تَستحوذون على أهم مراكز الدولة، «إذ انّ رئيس الحكومة مِن عِندكم، وكذلك وزير الداخلية ورئيس مجلس الإنماء والاعمار ورئيس الهيئة العليا للإغاثة، فلماذا لا تذهب إليهم؟”، مضيفاً: “هناك أناس برَقبتنا علينا خِدمتهم، وبالتالي أنا لا استطيع أن أتساهَل حيال الإهمال المُتمادي والمتعَمّد لطرابلس، بينما ميقاتي يتناغَم مع سمير جعجع ويُدَلّل بشري مثلاً بالمشاريع التي بلغت قيمتها نحو 34 مليون دولار، فيما حَي باب التبانة يعاني البؤس ويَفتقِر الى الحد الأدنى من الخدمات الاساسية”.
واعتبر كرامي انّ “ميقاتي حاولَ عبثاً تَهميش ذكرى استشهاد الرئيس رشيد كرامي وعندما دقّقنا في السبب تَبيّن أنه ما بَدو يزَعّل جعجع”.
وختم، “على رغم الخصومة السياسية التي كانت موجودة بين الرئيس عمر كرامي والرئيس الشهيد رفيق الحريري، الّا انّ الحريري كان يأتي الى طرابلس في ذكرى استشهاد الرشيد ويقرأ الفاتحة على ضريحه ويمشي الى جانب عمر كرامي في مسيرة إحياء المناسبة، مُتجاوزاً كل التباينات والحساسيات”.