رأى نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم أنه “لولا المقاومة لما كان لبنان محررا في إطار ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، ولولا المقاومة بتكاملها مع الدولة، لما استطعنا أن نسترد حقوقنا في البحر وأن نحصل على نفطنا وغازنا ومياهنا، ولولا المقاومة لما امتنعت إسرائيل عن أن تقتل يوميا، وأن تدخل إلى قرانا ومدننا، وان تستفرد بالأشخاص في طيرانها أو بالعبوات الناسفة أو بالطرق الأمنية والعسكرية المختلفة، ولولا المقاومة لما هدأت جبهة لبنان مع الكيان الإسرائيلي خلال أكثر من 16 سنة، وهذا ببركة الصمود الأسطوري الذي كان في مواجهة عدوان تموز 2006، وهذا الردع هو الذي شكل هذه الحماية لأن إسرائيل تخشى إذا قامت بأي عمل عدواني أن يبادر حزب الله إلى الرد، وهو قطعا سيرد، وهو قطعا لن يسأل إذا كانت ستصل الأمور إلى حرب طاحنة دفاعا عن أرضنا وعن كرامتنا، وهذا تعرفه إسرائيل لأننا جماعة تربينا على العزة والكرامة والحق، لا نعتدي على أحد، ولكن لا نقبل ان يعتدي أحد علينا، ولا نقبل ان يستضعفنا ويذلنا أحد، ولذلك نقف في الميدان وندافع”.
وقال: “البعض يطالبون في لبنان بنزع سلاح حزب الله تحت عنوان ان السلاح هو حصرا بيد الدولة، ونحن نقول السلاح لحفظ الأمن الداخلي حصراً بيد الدولة، والسلاح لحماية الحدود حصرا بيد الدولة، فإذا عجزت الدولة عن حماية الحدود، فالمقاومة يجب أن تكون موجودة من أجل أن تساعد على الحماية، إلى أن تصبح الدولة قادرة على أن تحمينا بالكامل، وأن تمتلك الصواريخ والطائرات والقدرات التي تستطيع من خلالها أن تهدد إسرائيل بالزوال حتى لا تعتدي علينا، عندها سترون أننا جزء لا يتجزأ من السلاح، في إطار الدولة، ولسنا خارجها على الاطلاق”.
واعتبر قاسم أن “حزب الله قدم تجربة نموذجية وفريدة وعظيمة ليس في لبنان فقط، بل على مستوى العالم، أول مقاومة في التاريخ تنتصر ولا تنتقم من الاعداء أو من الذين غرهم الأعداء، بل تركت الأمر للقضاء اللبناني ليحاسب العملاء، وأول مقاومة لم تنشئ محاكم عسكرية وتترك الأمور للدولة، أول مقاومة تخوض الانتخابات النيابية فتربح وتخسر بحسب عدد الأصوات، من دون أن يكون للسلاح أي مكان، أول مقاومة تدخل إلى الدولة من أجل أن تساعدها وان تنهض في همة الدولة، لا من أجل أن تأكل خيرات الدولة. خدمات حزب الله الاجتماعية والصحية والتربوية كثيرة، ويقدم الحزب كميات المازوت الكبيرة التي تولد الطاقة من أجل المياه لتصل إلى البيوت في عشرات ومئات القرى مجانا، الوقوف الى جانب الناس في جوعهم وعطشهم ومساعدتهم على المستوى التربوي والاجتماعي. عندما قصرت الدولة حاولنا أن نقدم ما نستطيع. لسنا بديلا عن الدولة لكننا نستطيع ان نسد ثغرة، نحن لم ندخل إلى الدوله لنسرقها ونأخذ خيراتها، دخلنا إليها لنقومها ونجعل خيراتها تعود إلى الناس. بينما انظروا إلى الكثيرين ممن يطمعون بالمواقع والمراتب، إنما يريدونها من أجل الثروة لهم ولعوائلهم ومحازبيهم وليس من أجل الخدمة الاجتماعية أو الثقافية أو السياسية او الأخلاقية”.
وتابع: “خيار حزب الله السياسي خيار فيه مصلحة للبنان، لنا مصلحة بالاستقلال 100% ولكن الإستقلال ليس لنا لوحدنا، وإنما هو لنا ولكم، لنا مصلحة بالعزة والمعنويات، لأننا لا نقبل إلا بالعزة، ولكن العزة لنا ولكم، والذي لا يريد مصلحة وعزة لبنان “يروح يدفن راسه بالتراب”، نحن مستمرون في طاعة الله، والدفاع عن أرضنا وكرامتنا، لأننا لا نقبل الا أن نعيش أعزة مع كل المواطنين الذين يحبون هذا الطريق ويرجونه”.
وأشار قاسم إلى أن “حزب الله هو الأكثر التزاما بالدستور وبالقوانين، لا يخرقها ولا يقبل ان يقف بوجهها، وقد عمل للوحدة الوطنية ووأد الفتنة الطائفية والمذهبية، ودائما يعمل في هذا الاتجاه، وحزب الله مشهود له بوفائه ولو على حسابه، وإذا وعد وفى، مع كل تبعات الوفاء، ومن كانت شيمته الوفاء لا يطعن في الظهر، وحزب الله لم يؤذ ولم يطعن أحدا، بل تحمل الأذية والطعن من الكثيرين، وسكت وتحمل من أجل الوحدة الوطنية ومن أجل العمل لنهضة البلد”.
ولفت إلى أن “هناك سعياً لانتخاب رئيس الجمهورية، انتهت نظرية الموالاة والمعارضة، هناك انقسام بين الكتل، وخيارات هذه الكتل تفصيلية على الإسم وعلى الخصوصيات وعلى العلاقات وليست على البرنامج، وغالبية الأسماء المطروحة معروفة في جانب، لكنها غير معروفة في جوانب أخرى، نحن في حزب الله اخترنا كخيار سياسي ووطني صاحب تجربة، قادر على الجمع والسير في حل المشكلات والأزمات، تعالوا نتحاور ونتفاهم لننقذ البلد، بدل التأخير الذي يطيل الأزمة ويجعلنا أمام استحقاقات صعبة ومعقدة، ويدنا ممدودة من أجل الحل”.
واعتبر ان “عمل جمعية التعليم الديني الإسلامي يرفد ساحتنا بالقوة والمعنويات والصلاح والاستقامة، وهذا ما نحتاجه، فالجميل في هذه المسابقة أنها منافسة على الطاعة، وقد اعتدنا في مجتمعنا ان تكون المنافسات على الرذالة والإنحرافات، والاهتمام باستعراض الجسد والأعمال المنكرة التي تعطى المكافآت والجوائز التشجيعية، بينما يجب ان نشجع على الإستقامة والصدق وحسن التربيه والصلاح، وهذا ما تقوم به مسابقة السيدة الزهراء ومسابقة الإمام المهدي”.
وتابع: “من حقنا أن نكون فرحين بهذا التنافس في الإيمان والمعارف الإسلامية، ولا يصح أن نكون في إيماننا منزوين، بل يجب أن نكون داخل الساحة ونتحدى الآخرين، كما يتباهون في فسادهم وانحرافهم ويكافئون عليه، يجب أن نتباهى باستقامة أبنائنا ونكافئهم عليه ليكونوا اهلا للتحدي والمنافسة، ونحن نمتلك كل مقومات الأخلاق والإنسانية والسعادة وصلاح الحياة الدنيا”.
ورأى أن “هناك من يعمل على تغيير المفاهيم وإخراج الدين من حياتنا، يعملون من أجل أن لا يبقى هناك إنسان صالح على مستوى البشرية، يريدون تكريس شعائر وأفكار وقناعات مخالفة لخلق الله تعالى حتى في العلاقات الإنسانية تحت عنوان الحداثة والتربية الحديثة ومواكبة العصر. التربية يجب أن تكون مبنية على الإنسان، وليس على مصالح أصحاب الأموال وعلى الفساد وعلى أولئك الذين لم يتمكنوا بظلمهم وطغيانهم أن يكونوا على الطريق المستقيم، فيريدون إخضاع البشرية لتبقى تحت إدارتهم وسلطتهم”.
وأردف: “نحن أمام تحدٍ كبير، لا يفكر أحد أن هذه المسابقة في جمعية التعليم الديني الإسلامي، أو المقاومة، أو دراسة القران الكريم، أو مسابقة “الاربعون حديثا”، أو إحياء المساجد، أو حركة العلماء والمربين والمربيات عمل عبثي وعادي، أبدا ً هذا عمل كبير وعظيم يجب أن نكرس له كل الإمكانيات، لأننا عندما نربي أولادنا على الصلاح والاستقامة لا نخاف عليهم من شيء”.
ودعا قاسم إلى “مواجهة العولمة الثقافية، ورفض كل الأفكار التي تخرج عن دائرة صلاح الإنسان مهما كانت الصعوبات والعقبات”، مشيرا إلى أن “أميركا طلبت في أحد الأيام من كل سفاراتها في العالم أن ترفع العلم الخاص بالمثليين على سفاراتها من أجل الترويج للإنحراف، نحن نقول لهم كل هذه الحركات لن تغير في واقعنا، نحن جماعة عرفنا الله عز وجل، ورأينا عطاءاته وأولادنا نربيهم على الطاعة بإرادتهم وقناعتهم، وإن شاء الله نحن منصورون”.