هناك..
كان يقطنُ الغد الجميلُ هناك..
وفجأة ضاقَ الحال،وباتت ال “هناك” تقترب شيئاً فشيئاً لتحقّق مفهوم ال “هنا..
هنا..لبنان
هنا أرض سوداء مغطّاة بأشواك حادة.
أرض مفروشة بطعم الجوع والمأساة..
هنا..
حيث العيد يبكي من استشعارات اللاعيد
يتضوّر خوفاً من مجهول معلومة خفاياه..
أَفَقرٌ واستزادةُ حاجات؟؟
أَإستنسابيةُ عطاء وتناوبٌ على الفناء؟؟
نعم،إنها كذلك،إنها أرض تطعم الجسد اللبناني إكسير الفناء ،ليموت شيئا فشيئاً بِلا مَدفَن أو عزاء..
طبيعيٌّ أنا …لا شيءَ يزعجني..
فمدرستي مقفلة..
وأساتذتي جوعى..
طبيعيٌّ أنا..عُملتي مُنهارة..
اخضرار ربيعي بات يباسا..
طبيعيٌّ أنا بلا دفء والأمطار منهارة..
طبيعي أنا بِلا لِباس..
بلدي يشجع العراةَ..
عراة الأجساد من فقرٍ دقَّ الأبوابَ..
وعراة أدمغة من أشخاص صفّقوا للمهانه..
لا شيء يزعج خاطري..
فأخي يأكل لحمي..
والإستحكامُ سيّدُ الحكمِ..
تبّاً لكرسيّ يغذّي جالسه بطرازِ الجشعِ
لوطن لم يبقَ من أرزِه سوى الإسم الفاقد للمعنى..
للهوية..
للقداسة المعطّلة
ضمن قصر مشيد…
رشا حسين ميدان برس