يا سيّدي العطوف!!!

يصادف إبّان مطلع آذار ،يومٌ زُيِّنَ بطعم العيد

٩ آذار…

عيد المعلٌّم!!!

أرصدُ كلَّ عبارات التعجب،وأنا أحاول بقلمي المتواضع أن أصيغَ معايدة تبعثُ في نفسه طعمَ الإجلالِ والتقدير.

نعم،أنا في حيرةٍ من أمري،فعندما أرى أنَّ “معلِّمي” يُهان،أرى أنَّ “معلِّمي” يستجدي من أصول السّلطة الزّائفة حقوقَه الّتي تكاد تؤمِّن له حياةً كريمة في وطنٍ أبى أن يتركَه ويغادر،ستصمت حينها كلُّ حروف اللغة،وينتهي عند حدِّ النطقِ الكلامُ..

لن أردّدَ عبارات رنّانة مُفخَّمة،لن أتناسى ما يحصل لمعلِّمي القابع في منزلِه منذ الشّهر الأخير من العام المنصرم حتّى هذه اللحظة..

لن أتناسى تخاذُلَ من نصَّب نفسَه مسؤولاً عن قضايا التربية والتعليم ،وهو لا يكلِّف نفسَه وسعها الواسع في الالتفات إلى مطالب قادة الوطن الحقيقيّين.

رائحةُ الرَّبيعِ قد غُلِّفت في يوم المعلِّم اللّبناني بطعمِ أوراق الخريف المتساقطة.

زقزقة العصافير غطَّى صوتَها صدحُ الحناجر المجاهِرة بالمطالب المحِقّة

العجبُ العُجاب !!!رأى أساتذة لبنان على أيدي وزارتهم العجب العجاب!!الحالة الّتي وصل اليها أساتذة لبنان،تستدعي أن نقفَ بحذائهم مردّدين متحدين!!

 

كنّا نخافُ هجرةَ الأدمغة بغيةَ اعتمادِ سياسةٍ تطويرية تنهضُ بلبنانِنا نحو أعالي الفكر والتّوعية.أمّا الآن،فلتفتح كلُّ دولِ العالم أبوابَها على مصراعيها ،فحيث أنتَ هنا،في مكانٍ لا يُحترَم قدرُكَ،وتُستباحُ كرامتُك بكلِّ تبجّح ،وتعيشُ الفقرَ وصرخات العوز، فأنتَ حقاً غريبٌ…غريبٌ في وطنٍ لم يقدِّم لك سوى بطاقة هوية ،أو بطاقة تعريف ذاتي “لا تسمن ولا تغني من جوع..”

يمكن للبعض أن يصبَّ جملةَ انتقاداته على كلماتي هذه،بحجّة أنَّ اليوم هو يوم تكريم المعلّم

الرّسول،باللّه عليكم أوقفوا بعثتَه إن كانت على هذا الشكل من الإستهانة .

والمضحِك المبكي هو مفهوم “العيدية” ،وإني لأرى أنَّ حفظَ ماءِ الوجه يكمنُ في الصّمت، إذا لم يتم إعطاء المعلّمين حقوقهم..فالصّمت في هذه الحالة أبلغ وأعمق لأنَّ أي كلمة ستُقال لن تجلب لقائِلها سوى الضّحك والتّهكم.

 

 

أرفعُ قبّعتي احتراماً لوقفاتكم النّضالية،أُنحِّي قلمي جانباً لأستخدمَ أصابعي في التّصفيق الممتلِئ بالفخر، لصرخاتكم المحقّة التي تحفظ كراماتكم…

إن عشْتَ فعشْ حرّاً،أو مُت كالأشجارِ وقوفاً…

 

نقطة اتتهى..

رشا حسين ميدان برس