الرسول المُغيَّب

يقول مالكوم إكس:”إنَّ التعليم جواز سفرنا للمستقبل،لأنّ الغد ملكٌ لأولئك الذين يعدّون له اليوم”.

عذراً أيها الفيلسوف ،فلبناننا اليوم بمنظومته التربوية الفاسدة قد سجّل رقما قياسياً في سياسة تدمير التعليم،فالأستاذ اللبناني في المدارس الرسمية يعيش حكم المدرّس مع وقف التنفيذ.

كيف لا، وهو باتَ يستجدي من المسؤولين فتات عيشه؟؟!كيف لا والمطالب المحقة التي طالب بها اعتبرتها دولته الموقرة بأنها فائض ومن عالم الخيال؟!

كيف لأستاذ أن يعيش ب ٢٠٠$ شهريا في ظل غلاء معيشي،وتدفئة باتت حلما،ومستلزمات منزلية وحياتية تتطلب مساندة من خزينة قارون؟!

ما هو الهدف من إقصاء التعليم الرسمي؟!

ما هي الأهداف الخفية لدولة باتت ترى التعليم الرسمي لا يجدي نفعا؟!

كيف لجيل اليوم أن يكون طبيب الغد،وأستاذ المستقبل،ومحامي قضية لا يعرف كيف يدافع عنها؟!

لا أحبذ كتابة أرقام وأعداد عن طلاب لبنان القابعين في منازلهم تحت وطأة جهل وفساد كبيرين.

هم ليسوا أرقاما.!!

هم طلاب بلا عدد..

بلا رقميات..

هم هوية لبنان الجديد..

لبنان جبران وسعيد عقل بلا تعليم!!

لبنان يعيش ضمن بؤرة فساد سوداء سيتحدث التاريخ عنها…

ومن الآن حتى تلك اللحظة،سيبقى أساتذة لبنان حاملين رايات المقاومة والنضال في سبيل الحفاظ على كرامة وقيمة المعلّم ،لا بل وتحريرها من مبدأ المساومة مع 5 ليترات بنزين وحفنة أموال، قيل عنها أنّها من ضمن حقوقه،وأهم ما يستدعي الضحك في ظلّ موجة الغضب المبكي هذه،أنَّ إنتاجية المعلم تتبلور وتُنَظَّم “ع اللبناني”،ومعيشة اللبناني “عالدولار”!!!

عذراً ٩ آذار!! لن تحلَّ ضيفا هذا العام،لن تحلَّ مكرِّماً مُقدِّراً أساتذتك ،فجيوبهم ملأى بالدمع والإفلاس،والعيد الذي يحمل غصّة الفقدان ما هو بعيد!!

نحن في حضرة عزاء التعليم الرسمي،وفقدان قيمة المعلّم والتعليم بأبشع الأفكار الإجرامية!!!

رشا حسين ميدان برس