عند الشّدائد

“قيصر” ..
قانون قيصري عاش مخاض الولادة إبّان مطلع العام ٢٠٢٠،أو في نهاية ديسمبر ٢٠١٩ على وجه الدقة والخصوص،حيث وافق مجلس الشيوخ ،ووقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب مشروع القانون المتضمِّن لتعاليم قيصر ، ليصبح نافذاً في حزيران ٢٠٢٠، نافذاً مانعاً لأي مساعدة يمكن للأمم المتحدة تقديمها لسوريا ونظامها الأسدي الحاكم خوفاً على مصالح العصابات الإرهابية المسلحة التي وقفت في وجه النظام محاولةً إسقاطه .
النظام القيصري قد أودى بالحياة الإقتصادية للشعب السوري،خاصة في زمن الغلاء والبرد وجو البلاد المشحون بالحرب والدماء.سياسة حرب باردة جديدة فُتِحت على السوريين دفعت بهم إلى استجداء رفع الحصار هذا، خاصة بعد وقوع الزلزال المدمّر، والّذي راح حصيلته حوالي ٣٥٥٣ قتيلا بحسب ما صرّحت عنه مفوضية الأمم المتحدة ،حيث حذّرت هذه الأخيرة من تداعيات هذه الكارثة معلنة عن أرقام مرعبة قيد التشريد والهوان .
نظامٌ أميركي ممنهج، سفّاح فتاك،جعل من الشعب السوري شعبا ضعيفا لا حيلة له ،لا يعرف من أين يؤمّن قوته وأمانه.لقد كان الشعب السوري جبّارا إزاء كل ضيقة فرضها الحصار،كيف لا ،وهو القابع تحت سطوة الحرمان والفقر متحدّيا الصعاب،ليأتي الزلزال ويكمل مسيرة التخريب للأرض السورية،إلّا أنّ
سواعد السوريين السمراء كانت كفيلة لمواجهة وتصدي هذه الأزمة،إلّا أنّ أنين الأنقاض والحجارة دفع بالأرواح السورية إلى رفع الصوت عاليا منادية العرب الذين تمحورت سياساتهم ضمن منظومة اميركية لا تقوى على معاداتها!!.
كيف لهم ان ينكروا أنَّ دمار سوريا إقتصادياً وعلميا وإنسانيا سيعود عليهم بالأذى!!فالدور قادم عليكم يا أئمة القضايا الهزلية!!
خط المقاومة اللبنانية العربية دائما بالمرصاد،لم يكن هذا الخط يوما خطّاً حربيّا فقط ،بقدر ما كان خطاً إنسانياً يقف في وجه أي كارثة تحصل لشعب عربي،فكيف بشعب عربي شقيق شاركَنا_ وما زال _الكثير من الأزمات؟!
كسر حزب الله قانون قيصر ،إذ أرسل لسوريا مساعداته وتضامنه،وذلك من خلال مشاركة الهيئة الصحية الإسلامية التابعة لحزب الله بعمليات الإنقاذ ،وانتشال الضحايا ،داعياً هذا الأخير ببيانات رسمية ومناشدات إنسانية إطلاق حملات التبرع للسوريين حيث قدّم إلى جانب الفرق الإنقاذية معونات غذائية وألبسة ومستلزمات تدفئة مثل بطانيات وما شابه ذلك ،غير
غافلين بالطّبع دور السلك الديبلوماسي اللّبناني الّذي قام بزيارة رسمية إلى الأسد معزّيا في الضحايا، وراجياً أن تمرّ الغمامة السّوداء عن سوريا بسلام متمنياً السلامة التامة على كافة الأصعدة للسوريين عموما والنّاجين خصوصاً.
قانون قيصر كُسِر لمدّة ١٨٠ يوماً من قِبل وزارة الخزينة الأميركية ،كُسُرَ بغية السماح للمساعدات الإنسانية واللّوجستية أن تحطّ رحالها على الأراضي السورية.والسؤال الذي يفرض نفسه:هل تستحق سوريا أرضاً وشعبا أن تعيش العَوز الإنساني مرتين؟ المرة الاولى في ظل حرب شرّدت وأجاعت.. دمّرت وقتلت،والمرّة الثانية في إعادة حصار تنتهي مهلته بانتهاء الأنفاس ،فالموت ليس لمن مات،الموت في سوريا اليوم لمن نجا..أيستحق أن يُدفَن مرّة أخرى في مقبرة الحياة؟! سؤال برسم الإنسانية ،لا برسم الحكومات والأنظمة!!!

حسين الحاج خاص ميدان برس