وَاللهُ في عَوْنِ العَبْدِ ما
كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أخيه.
وأحسِنوا إنّ اللّه يحبُّ المحسنين.
آيات وأحاديث؛حكَم ومقولات كُتِبَت وما زالت تُكتَب بغيةَ حثِّ الإنسان على مساعدة من يراه مستضعَفا من أهل
الأرض ،دون النّظر والتفحّص في هويته،مذهبه،ودينه.
كلّ راعٍ مسؤول عن رعيته،هذا ما جاء على لسان النبي محمد (ص)،ولأنّ للنبي توصيات ،كان حزب الله المنفّذ المخلص للوصية المحمّديّة،إذ أطلق في ظل سياسة التجويع والتقهقر والانجراف الاقتصادي التي يمر بها وطنه لبنان،مبادرة إنسانية سطّرها على وجه بطاقة إفادة،بطاقة أسماها “سَجّاد” تيمّناً ب “الإمام زين العابدين عليه السلام” نجل سيد الشهداء “الحسين بن علي”(ع)
وبناءً عليه،كان لميدان برس حديثا مع سماحة الشيخ د. أحمد القطان رئيس جمعية قولنا والعمل،والذي أدلى بتصريحٍ مفصّل شرح فيه هذه المبادرة انطلاقاً من التسمية، وصولاً إلى التطبيقات الواقعية لها على الأرض ،فتفضّلَ بالقول أنّ الصورة الأولية لفكرة بطاقة “سجّاد” المنطلقة من فكر حزب الله ،قد تهدّمت لأنها فُهِمت وفُسِّرت على غير اعتبار وحقيقة،ما قصده القطّان أنَّ الواقع الطّائفي قد اعتبر أنّ المستفيد الأول والأخير هو المناصر والمنتمي،إلّا أنّ الحقيقة تقول عكس ذلك ، فكلّ لبناني يستطيع الاستفادة من البطاقة التي تعتمد على حسم يقارب ٣٠% إلى ٤٠% من مراكز التسوق التي خُصِّصت لهذا الغرض،بالإضافة إلى مراكز الهيئة الصحية ،ويحق للمستفيد استخدام البطاقة مرة كل ٣٠ يوما.
وأضاف:إنّ هذه البطاقة تعتمد على المؤونة الأساسية لكلِّ بيتٍ لبناني،وفي سؤاله عن ما إذا لاقت هذه المبادرة انتقادات ذات اتّجاه حزبي سياسي أجاب:إنَّ الموظف الذي كان يتقاضى ما يقارب ألفي دولار شهريا ،بات اليوم يعيش تحت خط الفقر براتب لا يتعدى ٢٠٠$،والعائلات المتضررة من الهدم الاقتصادي والارتفاع المرعب للأسعار، قد توّجت هذه المبادرة بالتقدير والامتنان للفتة كريمة قام بها حزب الله، في وقت غابت كلُّ الأطراف عن السمع،خاصة وأنَّ البطاقة لا مذهب لها ،مذهبها فقط هو الاكتفاء الإنساني،مشدّداً على أنَّ أيّ انتقادٍ للأعمال الخيّرة الإنسانية التي يقوم بها الحزب ،ما هو إلّا محاولة لتشويه صورة المقاومة بنهجها الواضح والصّريح ،وتاريخها الحافل بالانتصارات الحرببة والإنسانية على حدّ تعبيره
الهدف الأسمى لحزب الله والذي تُرفع له القبعة طبعاً، هو مجابهة شبح الفقر الذي فتك باللبنانيين كافة،بالإضافة إلى نقطة غاية في الأهمية ،هي أنّ التعاطف الذي لاقته الفئات اللبنانية الأكثر فقرا والعائلات المتعففة ،دفع بالحزب إلى إصدار هذه البطاقة كي ينهر تجّار المواد ،ويضع حدّاً لجشعهم
المعتمِد على سياسة احتكار المواد المدعومة.
تاريخ حزب الله ما هو بتاريخ خجول يستدعي أدلة وبراهين ليسطع ويبين،بل إن كان للتاريخ صفحات،فهو عنوانها،وإن كان للخير نفحات،فالحزب فحواها،وإن كان للنصر مسير،فهو بندقيته ورصاصته القاتلة المدافعة.
كيف لبعض المنتقدين بعد كلّ العطاءات هذه، والتي لم يُطلب مقابلها أي شكر أو تقدير ،ألا يحفظوا ماء الوجه تجاه عملاق من عمالقة لبنان،تجاه من يحاول أن يزرع بذرة الخلاص والأمن والأمان في وطن أرهقه السهر،وشعب قتله النعاس.؟!!!
حسين الحاج خاص ميدان برس