الدولار المتوحش… وانظمة الوحوش…

الدولار المتوحش…

 

وانظمة الوحوش…

 

 

 

اربعين…خمسين…ستين…

 

 

أصبح هذا الشعب ليس سوى عداد لأرقام تأكل من عيشه وتنهش جسده!!

 

 

اصبح الفرد يحسب كل لقمة يتناولها على منصات تتربص بهذه اللقمة وتغوص ايغالا في تقويض عيشه وفاقته!!

 

أصبحنا رهينة هذا المتغول!

 

المتلون كل يوم صعودا دون ضوابط او فواصل….

 

ترهلت سياسات الحاكم، بعد أن اخضع هذا الانحدار لعمليات تجميل المراسيم  والتعاميم!!

 

شاخت صيرفة بعد ان استهلكها المحاسيب، وصرافي غب الطلب، وحيتان الزواريب والحواري!!

 

هذه المنصة (البدعة) ليست سوى أرنب من أرانب لاعب السيرك!! الذي طالما إتقن كيف يدير هذا الجنون! الذي اودى بالبلاد والعباد الى القعر…

 

 

النظام المتوحش…

 

كنا قد تكلمنا كثيرا عن توحش النظام المصرفي، وكيف أوغل فسادا في هدر أموال المودعين وجنى عمرهم تبخر نتيجة سياسة المحاصصة ومشاريع التنفيعات ودهاليز السمسرة…

 

أنا هنا لا اريد ان استفيض في هذا الموضوع كونه الكل اصبح يعرف اثاره المدمرة!

 

السفينة تغرق والربان غارق في سجالات ومناكفات وركابه اصبحوا قاب قوسين من موت محتم!

 

هنا سؤال يراود اي انسان…

 

كيف لهذا القبطان ان لا يحاول انقاذ سفينته!؟ لا بل يتوحش في اغراقها!

 

 

حسب الكثير من الاقتصاديين والذين لهم باع طويل في الاقتصاد الريعي، فأن لم يتغير نظام بني على الكثير من الموبيقات وركب على شكل (البازل)، أي أن فقد اي منه سوف لا تستطيع ايجاد اي حل!

 

لا بل آلية التعطيل موجوده في هذا النظالم (البازلي)….

 

 

كل المعطيات تشير الى أن من أدار دفة السفينة المالية خلال ثلاثون عاما، أصبح عاجز وتوحش في تفريخ القوانين والتعاميم!

 

انظر يا رعاك الله لمنصة صيرفة!

 

كيف انها أوجدت سوق جديد أستفاد منها المحاسيب وتجار الشنطة والزواريب بإسم هندسة جديدة قضمت ما تبقى من أموال المودعين وخلقت سوق موازية للإستنزاف وادخال الناس كمضاربين في سوق قذرة لا ترحم…

 

فالجميع مقامرين على طاولة المشرع!

 

والجميع ضحية لهذا النظام المالي المتوحش، الذي لا يبقي ولا يذر….

 

بالرجوع لحالة الفوضى التي شهدناها خلال هذه الفترة فكل المؤشرات تدل على اننا على مفترق طرق افضلها صعب ومعبد بالكثير من المطبات…

 

فالوضع الدولي بمفاعيله لا يعير بالا للبنان وليس من اولوياته، وانتخاب الرئيس شد حبال، بين من طامح للرئاسة وقد خبر سابقا، وبين من خبرناه في مؤسسة لا زالت الفيصل في استتباب الامن، وقد أثبتت هذه المؤسسة انها المؤل الاخير لكل لبناني ينشد حياة آمنة وكريمة…

 

 

ميثاق جديد

 

لا شك ان نظام مترهل لا يستطيع ان يخرج لبنان من عنق الزجاجة، ولا بد من صيغة جديدة تنافي الكثير من طروحات الفدرلة وشعارات التقسيم!

 

فنحن ما أحوجنا الآن ان نعيد هذا الوطن الى سكته الحقيقية…

 

فمنارة الشرق لا بد ستعود، ولكن بثوب جديد ينفض عنه الكثير من الندوب السوداء….

 

لا خلاص من دون تجديد هذا النظام، وبنائه على اسس متين من التمثيل اللاطائفي واللامذهبي! بل يكون المعيار لأصحاب الكفاءة والكف النظيف…

 

على أمل أن نصحى على وطن…

سعد فواز حمادة ميدان برس