على جمر النهاية…!!!

الأسرة هي القاعدة العريضة المؤسِّسة لهرم المجتمعات،هي الماضي ،هي الآن،هي الغد القريب والبعيد.
الأسرة بترابط وتعاضد أبنائها تستطيع قهر العالم بأسره،
هي المجتمع الأول والصورة المصغرة عن بلد ،ووطن بأكمله.

مفهوم الأسرة مفهومٌ خاص وشامل في آن،فمن يريد هدم صوامع مجتمع،عليه أن يبدأ بتفكيك الأسر ،وتلاشي قيم الترابط والتعاضد فيها.على سبيل المثال،الأزمة اللبنانية التي تعصف بأبناء البلاد،دفعت إلى تصدُّر لبنان أعلى المعدلات في العالم من حيث إرتفاع مؤشر الغضب ،ما دفع بالأسرة اللبنانية إلى تهشيم صورة أعمدتها ،نقصد الأب والأم،وذلك من خلال عجزهما عن تأمين مصاريف الحياة اليومية،وساهم هذا الأمر في ارتفاع وتيرة العنف اللفظي والصراخ،الصراخ،ولا شيء سواه.
الشرخ الذي خلّفته الأزمة،أثّر بالسلب على علاقة الأهل بالأبناء،فبدلاً من أن يكونوا المثل الأعلى لأولادهم،وصل الحال إلى التفكك من خلال نقمة الأولاد على كل حرمان،وعلى المجتمع،وعدم الامتثال لأوامر الأهل،بالإضافة إلى الإنحراف الأخلاقي والإجتماعي الذي يأتي نتيجة العوز،والأمنيات العصية التحقيق.
كلٌّ يغنّي على ليلاه،وكلّ أسرة تقف اليوم بمعزل عن الأخرى،تقف لتجابه نفسها ،والقدر ،والمصير،فلم يعد يهمّها بناء مجتمع ،ولا حفاظ على قيم أوعادات وتربية أخلاقية.

من أهم وأخطر أنواع العوز، عَوَز الأمن النفسي والأمان،فالأسرة العاجزة وغير القادرة على تأمين الحاجات الفيزيوجية ،ستؤدي حتماً إلى إنهيار سايكولوجي في بنيانها ومداميكها.
رشا حسين ميدان برس