هم أشخاص من هذا الكوكب …من بقعة من بقاع الكون..بقعة تسمى لبنان..
أشخاص يعيشون على أمل لا يحطُّ رحالَه دائِماً إلّا في ما يُطلقون عليه “راتب آخر الشهر..
آخر الشهر هو الحلم الأقصى لِما يُسمٌى ب “موظفي الدولة اللبنانية”.
ارتفاع الدولار الجنوني جعل معاش الموظف يطير علو الحمام في السماء
جعله يضمحلُّ شيئاً فشيئاً، حتى باتَ يُخجِل حاملُه..
ففي أروقةِ الحياة..يناضلُ الموظف التابع لمؤسسات الدولة والقطاع العام كي يكمل حياتَه بما تبقّى له من أنفاس..نعم..فها هي أنفاسه تتقطع ،ترقص على وتر مقطوع..فالمشهد المبكي يتجسّد في صورة واحدة أمام الصراف الآلي لأي مصرف،هنا تجد الدمعة واقفة في الحنايا لا تريد تبيان ضعفها ..تصمت مع قبضة قلب ويد،تستشعر كل معاني الاذلال واللاكرامة ،في طابور مؤلف من حكايات مختلفة.أو ليس هذا بأمر يستدعي السخرية؟!،يعمل الموظف ساعات وساعات, وينتظر شهرياً مقابلَ عمله ليذهب به إلى العمل عينه لا أكثر من ذلك..لا أكثر من ذلك بل أقل أيضا..
القطاع العام الذي يكون عبارة عن رؤساء دون جيوش ،هو قطاع فاشل ..مُدمَّر،هو سرداب أسود سيحلُّ بوحشيته على الواقع المعاش ،ليزيد مرارته
تصحيحُ الرواتب أمام غطرسة القطاع الخاص وجنون الدولار المتخبط وفقدان الموظّف ٩٥ بالمئة تقريبا من القيمة الشرائية لراتبه
ما هو إلا مهزلة واستخفاف بعقول الموظفين
كلُّ موظف يحمل همَّ اليوم ،الغد القريب،تاركاً حلم الغد البعيد لصدفة،لمعجزة تغيير،للوقت ومعياره،يطلب العيش بكرامة في بلده، يطلب راتبا يستوفي مقومات العيش الكريم..أما الأحلام وسبل تحقيقها ف” الها الله.
كيف للدّولة اللّبنانية أن تستهين بحقوق الأساتذة؟كيف لها أن تهدم نفوساً جاءت لتعمّر،لتبني جيلاً وصرحاً ثقافيّاً..
كيف لها أن تدفن رأسها كالنّعامة لا ترى ما يدور حولها من معاناة
لكَ الله أيها اللبناني!!لك معجزات إلهية سماوية!!لكَ الأماني ،والله وليُّ التّحقيق!!!
رشا حسين خاص ميدان برس