عيد بدون فرحة وغصة في قلب لبناني..

اليوم يحتفل لبنان وكلُّ اللبنانيين في أنحاء العالم بعيد استقلالك يا بلد الأرز، لقد تحررتَ من المحتل الخارجي ليأتي محتلّا داخليا حاملاً سيف الفشل الفتّاك فيعصف قلب لبنان النابض…
إحتلال أقلّ ما يقال عنه أنه الدمار الشامل .

دمار وطننا للأسف أتى على أيدٍ لبنانية محلية ،ليست غريبة ،حيث أننا لليوم لم نتخطَّ أزمة وضعتنا ضمن دمار اقتصادي ،سياسي و أمني ،بالإضافة إلى تدمير نفسي وصل لأقصى الحدود ،وتحت شعارات كثيرة كاذبة جعلتنا ندخل جهنم من بابها الرئيس الواسع.
لم نتخيل يوماً أنَّ تدميرنا سيأتي من أبناء وطننا ، فاحتلال الخارج كان اغتصابا للارض والوطن، كان أكثر رأفة وإنسانية
أمّا حكامنا اليوم، لا رأفة لهم بشعبٍ أصبح الذلَّ مسكنه، يعيش الأزمات بصبر أقلّ ما يوصف بأنّه صبرٌ يوازي صبر أيوب. أزمة تليها أزمات و المُعاني الوحيد هو المواطن ،ولا أحد سواه.والبرج العاجي القائم على الرفاهية ومنظومة العيش الرغيد يحتلّها حيتان السياسة والأموال ،والذين هم في الأصل يبتعدون كل البعد عن معاناة الشعب وصرخاته الصّمّاء ، دمروا اقتصاده واوصلونا الى هاوية الفقر لا مخرج منها نعيش ايام الجاهلية لا ماء ولا كهرباء وابسط حقوقنا سرقت وبدون اي مبرر فهل يمكن للتاريخ أن يغفر معاناة شعب تجرّد من العزة والكرامة والعنفوان ،شعب تمرّد على واقعه بصمت، وخذل نفسه بالصمت والخمول، تاركاً جلّاده يدميه بسواط الذل دون إتيان أي حركة .

نأسف لدعواتنا اليومية ،نأسف لاستقلالنا الحقيقي,نأسف للبنان المحتل من داخله،من هرم بنيانه ضعيف ،من أرضية مداميكها هشّة،نأسف لك يا لبنان الحلم..يا لبنان الحق والحقيقة..يا أرضَ القداسة يا لبنان…
حسين الحاج ميدان برس