ويغيبُ عنكَ يا وطني مفهوم السعادة.تنطلقُ معاناتك يا طائرَ الفينيق من جوفِ الواقع المرير،فتنبتُ أقسى العبارات في تصويرِ مرارةِ العيش والخذلان.
لبنان جبران لم يعد مملكةَ الجمال والطبيعة السّاحرة،ولبناننا لم يعد “قطعة السّما”الّتي تغنّى بها الصّافي،فلنكن واقعيين ولنبتعد عن الكَلِم الإنشائي،ولنسلّطَ الضّوء على ضحكاتنا المتزلّفة،الكاذبة،..
لبنانُنا اليوم باكٍ شاكٍ ،لبنانُنا اليوم يعيشُ ولادةَ العصر الحجري من جديد ..لم يكن بالحسبان أنَّ لبنان سيكون خليفةَ هذا العصر،وهو بطبيعته الغنّاء ،ومناطقه السّياحية ،سُمّيَ ب “سويسرا الشرق”،وسُمّيت بيروتُه ب ست الدنيا”..
قابعٌ أنتَ يا لبناني تحتَ أرزتِك الشّامخة رغم كلِّ الصّعاب،ذابلٌ أنتَ تحتَ رايتِك الملطّخة بالإهمال المعتمد،لبناني يتجرّع سمَّ النّهاية لعلمِه التّام أنَّ البقاء هو مُسبّب أساسي للألم والمعاناة..
أين فيروز الكلمات الّتي تغنّت بك؟أينَ البحرُ،والسّهر؟
ِأين الوصالُ والذّكريات؟كلُّها اندثرت أمام حفنة طحين،ورغيفِ خبزٍ لا يسدُّ رمَقَ ولدٍ صغير؟!!
حرمان،فقر،جوع،زهور نائمة ذابلة ،عصَفَت بها رياح جليديّة ،حوّلت لبنانَنا لشظايا ..شظايا فكر،شظاياأمل،شظايا وطن..
أعمدةُ صالوناته المخمليّة باتَت جرداء،أرضُه قاحلة أَكَلها اليباس،بحرُه جاف قاتل لأبنائه.
َها هم ابناؤك يا لبنان، يقفون على عتبة الزّمن،ينظرون خلف
ِالجبال الرّاسية لماضٍ بعيد ، كان فيه لبنان يعاني من فرطِ الزهوة والانشراح،ثم يعودون بأنظارِهم إلى الحقيقة المرّة،فيتهامسون وكأنما على رؤوسِهم الطّير:”ألا بفرجٍ قريب،يحيي رمادَ النّهاية فينا ويشعلُ نارَه من جديد
رشا حسين ميدان برس