رغم التّطور الكبير الّذي حلَّ بالمجتمعات،تظلُّ بعض الظّواهر الاجتماعية الّتي توضع تحتَ نطاقِ العادات والتقاليد
مستفحلة بعض الشيء في أذهانِ المجتمع العربي.
وتُعدُّ ظاهرةُ الزّواج المبكر ،من أهمّ الظّواهر الّتي يجب أن نسلّط الضّوء عليها ،حيث أنَّ الاسباب الّتي توضع من قِبل الأهل غير مقنعة بتاتاً،فالتزويج يتمُّ إمّا لأمورٍ مادّية أو عشائرية نابعة من تفكير بيئة محيطة.
وبغضِّ النّظر عن المفهوم العقائدي التقليدي ،فالأوضاع المادّية في لبنان من غلاء فاحش ودولار مرتفع، ساهمت أيضاً في تزويد شرارة هذه الظّاهرة،ممّا دفع
بالمقابل إلى ظهور العديد من الجمعيات المناهضة لكلِّ مفهوم يُسقِط من قدر المرأة تعليميّاً واجتماعيّاً،واستطاعت أن تصلَ للكثير من الفتيات اللّواتي كنَّ سيقعن ضحية هذا الفكر.أيضاً ،نجحت “يونيسف” في ضوءِ حملتِها ضدَّ الزواج المبكر ، أن تحرّر العديد من الفتيات من سطوة الجهل ،وإقناعهنَّ بإتمام وإكمال تحصيلهنَّ الدّراسي.وبناءً عليه
يجب أن تُطبَّق قوانين راعية ومسؤولة لمنع تفاقم هذه الظّاهرة، خاصة أن الفتيات اللّواتي يتزوّجن قسراً تحت سن ١٨ هنَّ أكثر عرضة للعنف الجسدي والنفسي والأمراض الصّحّيّة والجسمانيّة..
لا تكبرونا بعدنا صغار:حملة أطلقتها منظّمة النساء الآن للتّنمية women now for development
اذ استطاعت هذه الجمعية أن تحصلَ على ما يقارب١٨٢٦ التزاماً من القاطنين في منطقة البقاع ، وهذا الالتزام يقضي بعدم التّزويج تحت سن ١٨ ،
أبعاد” من المنظّمات الّتي تدافع عن حقوق المرأة أيضاً،والّتي قامت بالعديد من حملات التّوعية في هذا المجال،وغيرها الكثير من الجمعيات التي تتناول قضايا خاصة ومحددة تّعنى بالنساء فقط.
..
لا تسمحوا أن تزفَ عروسُكم الى مقبرة الحياة ،لا تغلفّوها بفستان أبيض يُشعرُها أنّها سترتدي الكفن مرّتين..
لا تقتلوا الطفولة باغتصابكم الحقوق والانسانية ومفاهيم البراءة..
لا تسمخوا للفتاة الصّغيرة أن تكونَ امرأة بأعضائها وفكرها…اتركوها طفلة…اتركوا طعم البراءة داخلها..
رشا حسين ميدان برس