يُعتبرُ نهر اللّيطاني من أهمّ أنهار لبنان، حيثُ يُعتبر من أكبر الأنهار اللّبنانية وأطولها،إذ يبلغُ طولُه حوالي ١٤٠ كيلومتر،ويعد من أكثر الوجهات السياحية ارتياداً من قِبل السّياح.
هذه المقدّمة الجميلة عن اللّيطاني لا يمكنُها أن تُبعدَ شبحَ التّلوّث والسّلبية عنه،فالنّهرُ الجميل الّذي يبعثُ السّرورَ في القلب،باتَ مصدراً للأمراض السرطانية،والسّبب هو الإنسان نفسه.فالنّفايات ،وشبكات الصّرف الصّحي غير النظامية ،قد وجدَت مكبّاً لتصريفِ أوساخِها،ونفايات المصانع السّائلة كانت كفيلة بأن يطلق اللّيطاني الصّرخةَ والعويل،فحسب ما أشارت إليه منظّمة الصّحة العالمية في تحقيقها الّذي أجرَته عام ٢٠١٨أنَّ ما يقارب ٢٤٠ مصابا بالسرطان بين كل ١٠٠ ألف لبناني،وهذا المعدّل بحسب تقديراتها يعتبر عالٍ جدا بالمقارنة مع الدّول الأخرى.
نهرُ اللّيطاني كنزٌ لبنانيٌّ بكلِّ ما تحملُه الكلمةُ من معنى،إذ يستفيدُ القاطنون من النّهر في عمليّات الرّي ،،بالإضافة إلى الاستفادة منه في توليد الطّاقة الكهرومائيّة.
بناءً على ما تقدّم،عقدَ المركزُ الاستشاريُّ للدّراسات والتّوثيق مع اتّحاد بلديّات جبيل مؤتمراً كانَ عنوانُه:”مشروع الليطاني المنسوب ٨٠٠م :التحديات وسبل الاستفادة،”وتتلخّصُ فيه الخطّة بإنقاذِ اللّيطاني ضمنَ اتّباع خطوات طارئة ،على اعتبار قيمته البيئية والسياحية..
َالفرس من الفارس،لا يمكنُنا أن نلومَ أحداً ،قبلَ أن نلوم الدّولة الّتي قدّمت تراخيص بناءٍ ، ما دفعَ بالأراضي الزّراعية إلى الانحسار.
الكلامُ يطول ،ولا ينتهي ،لكم أن تفقهوا ما بين السّطور ،أن تعلنوا حالةَ الطوارئ في عمليّة إنقاذ اللّيطاني ،لأنَّ أرواح اللّبنانيين باتَت مسرطَنة من الهمّ والتّلوّث والإهمال…
رشا حسين ميدان برس