الطفولة اللبنانية:بين البراءة والضحكة الضائعة

يعيشُ أطفالُ لبنانَ في خِضَمِّ الأزمة الخانقة الّتي تمرُّ بها البلاد،أزمةَ طفولةِ وعيشٍ، لا تمتُّ بِصِلَة إلى مفهومِ العيشِ الرّغيدِ ،إذ غابَت الصّورة النّمطيّة للطفولة،فغابت بسمَتُها وماتَت ضِحكتُها الصاخبة..

إنّه لشعورٌ ضيّقُ الصّدرِ على أبٍ يعودُ يوميّاً بحسرتِه إلى المنزل،غير قادرٍ على تأمينِ مستلزماتِ أطفاله.
ما لي أرى أبناءك يا وطني،أطفالك،يعانون من نقصِ هرمون َالسّعادة،ما لي أرى الشّيبَ قد ضحكَ بأرواحِهم قبل رؤوسهم..
كيف لي أن أتجاوز دمعةَ طفلٍ أمامَ محلِّ حلويات ،،أمامَ صالةِ ألعاب،غير قادرٍ على اقتناء ما يعجبه..
بتنا نسخر من أبنائنا ونطلق عليهم
جيلَ الأونلاين،تلك السياسة الفاشلة المعتمدة من قبل دولة ٍلا تفقه شيئاً في وضع الخطط,لا تأبه بمستقبلِ جيل كامل،.هذا الجيل الّذي سيمثّل لبنان ،ويكونُ واجهتَه غداً
واجهة هشة ضعيفة لا تفقه من الكَلم شيئاً,لا
تعرفُ معنى الحضارة،ولا من الأبجديّة
غير ألف ب بوباية..
نفسياتُ أطفالنا في خطر،فعندما يُحرَم الولدُ من أبسط ما تتمنّاه الطّفولة، لا تتوقّع منه أن يعطيكَ النّجاح الباهر،فالحرمان يولّدُ طاقةً سلبيّة قوامها الجشع فيما بعد..نحن بصدد تنشئةِ جيلٍ بلا نشأة،بلا غدٍ بلا طموح ومعبر،نحن أمامَ قوقعةِ فكر،وسراديب أحلامٍ صمّاء..

إنَّ الطّفلَ الّذي يُحرم من أبسط احتياجاته،سيظلُّ يلهثُ وراء صمتٍ مرعب سيؤثّر على نفسيّته لاحقا.
في ظلّ الأزمة الاقتصادية هذه،يقعُ الأهلُ بين ناريْن،نار المستلزمات المنزلية،ونار الرغبات الكثيرة لأولادهم ،والمصيبة الأكبر تكمنُ في تفاوت المستويات المادية الّتي نشهدُها في المدارس،ممّا يعودُ بالأثرِ السّلبي على نفسيّاتِ الأطفال،وحتماً،سيؤثّر على تحصيلِهم الدّراسي.

إنّنا نعيشُ ضمنَ أسوأ منظومة عرفها التّاريخ،إنّ أرواحَنا تتضوّرُ جوعاً للفرح،،إنّ دمعةً واحدة من دموعِ أطفالِنا كفيلة أن تهدَّ جبروت أيّ شخصٍ فينا…إلى متى سنظلُّ غرباء في وطنِنا،وأنتم بمنظومتكم الفاسدة تأكلون وتمرحون ،وأطفالكم يعيشون بأبراج عاجيّة!!
فإلى متى هذا الصّمت يا شعبيَ العظيم؟؟!
إلى متى هذا القمع لأبسط حقوق الٱدمية،في وطنٍ يضخُّ بالخيرات،والخيرات منهوبة؟!

أطفالُنا اليوم لم يعيشوا صخبَ الحياة البريئة،باللهِ عليكم لاتتحفونا بأحاديث الثّمانينيّات الّتي كانت تعبث بفرحة جيلكم..إنّ أطفالنا اليوم هم جيل لبنان الأكثر فشلاً من النّاحية العلمية ومن الناحية النفسية..
والأهم أننا نستغرب ونطلق أمارات الدّهشة على وجوهنا عندما نسمع بحَدَثٍ قامَ بقتلِ أحدِهم من أجل حفنةٍ من المال،أو أنّ ابن فلان الذي لم يتجاوز الخامسةَ عشرَ عاماً سرقَ من أجلِ أن يقتات خبزَ يومه…

الفشلُ شعارُ هذا الجيل،لن أستجدي أحدا بكلماتٍ برّاقة ،وأنا أرى أبناءَنا يموتون بأرواحهم على ضفاف الحلم الضائع…
كونوا واقعيين،وأنقِذوا ما يمكن إنقاذه!!!أرجوكم!!!!!
رشا حسين ميدان برس