أبوابٌ جنونيّة قد  فُتِحَت على اللّبناني

هي العادةُ عينُها من كلِّ عام،فعندما يهلُّ هلالَ  موسمِ المدارس ،تبدأُ معاناةُ الأهلِ مع موضوع القرطاسيّة ،والأقساط المدرسية ،لتحتلّ بذلك المرتبة
الأولى في أولوياتهم وقائمة احتياجاتِهم.
وتكمنُ الكارثةُ في السّنةِ الدّراسيّة الحاليّة ،والّتي اعتبرها الأهلُ بمثابةِ “كسر عضم” لهم،فالدولار يطير ويلعلع ،والليرة اللّبنانية تضمحلّ، وتفقد قدرتها الشرائية
شيئاً فشيئا.
إنّ المواطنَ اللّبنانيَّ مع قدومِ موسمِ المدارسِ، باتَ محتضرَ الجيب ،إذ أنّ الأقساط المدرسيّة في المدارسِ الخاصّة ،إشترطَت على أن تتمَّ عمليةَ الدّفعِ  ب “فريش  دولار” ، والوزارة دائماً نائمة ،مترئِّسة لمنصبِ الحاضر الغائب الذي لا يفقهُ شيئاً مما يجري حوله!!!
وقد حدّدت الإداراتُ الرّسمية  الأقساطَ بنسبٍ متفاوتة، تتراوحُ بين  ١٥٠$ وصولا الى ١٠٠٠$، مع تكملةِ الأجزاء  الباقية من القسط باللّيرة اللّبنانية ،حيث يبدأ المبلغ من ٧
مليون ليرة وقد يصل الى ٣٠ مليون ليرة،
وهذا ولم نتحدّث بعد عن قرطاسيّة الأولاد للمدارس،حيثُ تجسّدُ مفهوم “إلى حتفي مَشَت قدمي”..،ممّا دفعَ الطلابُ لشراءِ الكتبِ المستعملة ،مستخدمين دفاترهم القديمة،مطلِقين العنانَ
للصّبر الّذي لم يأتِ بالفرج بعد.
في غيابِ هيكلِ التّعليمِ الرّسمي عن السّاحة التّربوية ،يعتمدُ الاهلُ على المدارس الخاصّة لأنَّ مستقبلَ أبنائِهم “أهم من الأكل والشرب “على حدّ
قولهم..
جائحةُ كورونا ، غلاء المعيشة، غلاء المواصلات،الأقساط المدرسية،القرطاسية …
كلُّها أبوابٌ جنونيّة قد  فُتِحَت على اللّبناني ، ضارباً برأسِه عرضَ الحائط ،محاولاً إيجاد حلولٍ جذريّة،فيعودُ رأسُه مصدّعاً بالكثير من الهمِّ والعذاب .
رشا حسين ميدان برس