وكم من تجربةٍ ضاعَتْ من حياتِنا بسببِ “مفهوم”، كانت قد زرَعتْه نمطيّةُ التّفكيرِ السّائدة في عقولٍ أكَلَها الصّدأ،وكم من أشخاصٍ فقدنا وِدَّهُم بسببِ هذا المفهوم العصيّ التّفسير.هي أَمَاراتُ وجهٍ كفيلة بأن توضحَ لكَ سمات القبول أوالرفض ..!!
إنّهُ مفهومُ الانطباعِ المسبق..
فهذا الشّخص لا يُشعرني بالرّاحة ،هذا العملُ لن يعودَ عليَّ بالفائدة ،هذه الفتاةُ تبدو لئيمةَ الطّباعِ بعضَ الشّيء..
وغيرها الكثير الكثير من الأحكامِ المسبقة الّتي نطلِقُها على أمورٍ قد تكونَ مع التّجربة ،والتّعرّف ،والانقياد لقوانينها من صالِحنا الشّخصي ،غير ضارّة لنا كما ظنّنا ..
حريصون جميعاً على أن نتركَ في أوّلِ لقاء انطباعاً جيّدا ،لأنَّ سياسةَ التّفكيرِ المعتمدة ،تتطلّبُ ذلك ،كما وأنَّ هناكَ الكثير من روّادِ علمِ النّفسِ ممّن تناولَ مفهوم الانطباع الأوّل والذي كان مادةً مهمّةً للغاية ،بالإضافة إلى أنَّ أرسطو اعتبر أنَّ الانطباع الأوّل ض
صادقاً بعض الشيء إذا ما تمّت دراستُه بناءً على الخلفيّة البصرية للشّخص المقابل، إلا أنّ هذا الأخير لم يهتم بالانطباعات القلبيّة العشوائيّة والنّابعة من شعورٍ غير دقيق
كثيرٌ من العلاقات قد فسَدت بسببِ تسجيلِ الانطباعِ الأوّل،أو بمحاولةِ نقل هذا الانطباع عن شخصٍ آخر،فترتسمُ الصّورةُ في ذهنِ المتلقّي مشكّلاً فكرة مغلوطة عن الطّرف المقصود.
وبما أنّنا في عصرِ التّطور التّكنولوجي،نأملُ من عقولِ بعض النّاسِ الّتي تفكّرُ بهذهِ الطّريقة، أن تطوّرَ من مداميك وأسس تفكيرِها ،علّنا نخرجُ من هذه النّمطيةِ في طرح الأحكامِ المسبقة،إذ تنبعُ هذه الأخيرة من غيرةٍ دفينة تجاه الشّخص المقابل،فهذه الاحكامُ تُصنّف على أنّها نقصٌ في الهرم النّفسي للشّخصِ المطلِق لها ..
وقد قالَها المتنبّي يوماً:
إذا أَتَتْكَ مذمّتي من ناقصٍ فهي الشّهادةُ لي بأنّي كاملُ
وباتَ العالمُ قريةً صغيرة،باتَ يضجُّ فكراً وتطوّرا ..هي رسالةٌ نقدّمها اليوم من ميدانِنا،من صرحٍ يهتمُّ بالقضية الاجتماعية في سبيلِ تطويرِها وتطهيرها من الشّوائب ،
آملين أن نحقّقَ بعضَ التّقدمِ على مستوى الفكرِ الإنسانيّ ،وعلى مدى مساحاتِ الاحترام الّتي نبنيها لبعضِنا البعض .
رشا حسين ميدان برس