انتُخب الرئيسُ الرّاحل سليمان فرنجية في تاريخ٥نوفمبر 1970.
وبموجبِ المادّةِ ٤٩ منَ الدّستورِ اللُّبنانيِّ ،فإنَّ الأغلبية المؤهّلة لثلثي أعضاءِ البرلمان، والّذي كان يبلغُ عددَ مقاعدِه آنذاك 99 مقعداً مطلوبة لانتخاب الرّئيس في .
الجولة الأولى.
وبعد الجولة الثّالثة من الانتخابات، اُُنتخِب الرّئيسُ وبفارقِ صوتٍ واحد!!
في الجلسةِ الأولى، لم يتمّ الانتخابُ، وانتُقِل بعدها إلى الجولةِ الثّانية ،حيثُ تدخّلَ بموجِبها أحدُهُم ،ورجّحَ فوزَ الرّئيس فرنجية
في الجولة الثّالثة على الشّهابي الياس سركيس!! ما دفعَ رئيسُ المجلسِ آنذاك -المغفور له- “صبري بك حمادة” إلى الإعتراض ، فانسحبَ ليفسحَ المجالَ لنائبِه “ميشال ساسين” أن يكونَ شاهداً على تلكَ الجلسة!!
كان قرارُ “صبري حمادة” نابعاً من عدم معارضتِهِ للممارسةِ الدّيمقراطية، لكن اعتراضه، أظهرَ مدى استقلاليّةِ المجلسِ حتّى ولو لم يكن رئيسُهُ راضياً عن النّتيجة..
ما وردَ أعلاه، لا ينطبقُ اليومَ على مجريات إنتخابِ الرّئيس!!
إنَّ التّوافقَ الّذي يُنشدونَهُ اليومَ ، هو غطاءٌ مبطّنٌ لتلكَ “الدّيمقراطية المزيّفة” بغطاءِ التّوافق ليسَ إلّا!
فأينَ التّوافقُ في الممارسةِ الدّيمقراطية إن لم يَكُنِ النّائبُ صاحبَ قرارِه؟!
وأينَ المُدّعون للشّفافيةِ وللصّوتِ الحرّ؟!
لبنان اليومَ ذاهبٌ إلى جمهوريّةِ الفراغ…الفراغ الرّئاسيّ…
فماذا تعني فكرةُ انعدامِ قيادة رأس الهرم! وما يترتّب عليها من تبعات ، كإضمحلال الدّستور، وكذلك الكيان…
فنحنُ اليومَ ضمن مهلةٍ محفوفةٍ بالكثيرِ منَ المطبّاتِ الخطيرة!!ومن يراهن على الوقتِ، يراهن على تبدُّلِ المعطياتِ ومجرياتِ الأحداث، ضمن محيطٍ إقليميٍّ ودوليٍّ ، وفي خِضَمِّ صراعٍ عالميٍّ لا يعيرُ إهتماماً كبيراً لواقِعنا المرير!
فالحربُ الأوكرانية _ الرّوسية اليوم، تضعُ العالمَ كلَّه على حافّةِ الهاوية.،كما وأنّ تبدّلَ خريطة الصّراعِ ، يضعُ الجميعُ في مأزقٍ حقيقيّ…
إنَّ ضبابيّةَ ما ستؤولُ إليه هذه المعركة، ستنسحبُ حتماً على بلدٍ لا يحتمل تلك المناكفات السّياسيّة، ولن يفي الدّلعُ السّياسيُّ بالغرض أيضاً ،والّذي لمسْناهُ من خلالِ أسلوب التّعاطي في جلساتِ انتخابِ الرّئيس!!
جلساتُ “هرجٍ ومرجٍ” ، ومواقفُ استخفافٍ جسّدتها الأوراقُ البيضاء، فكانَ غيابُ التّعاطي بشأنِ الصّالح العامّ مستفحلاً لا بل سيّد الموقف!!
ما هكذا تُورَدُ الإبِل يا سادة!!
الشّعبُ اللّبنانيُّ أُنهِكَ حتّى الرَّمقِ الأخير…
كلُّ المعطياتِ تدلُّ على انعدامِ الحياةِ الدّيمقراطية ،وغياب ثقافةِ المؤسّسات، واللاتفعيل للعمل الخدماتيّ للنّاس، ما دفعَ بالمجتمع اللبناني بالوصولِ إلى حدِّ “الصّوملة”.
فأموالُ النّاسِ هباءً منثورا ،والسّياسة المصرفيّة لا حسيب ولا رقيب…
كما وأنَّ الكثيرَ من المراقبين يحلّلون الوضعَ الحاليَّ هذا، متوقّعين _على المستوى القريب_مستقبلا لبنانيّاً مأساويّاً!
أنقِذوا ما تبقّى من كيانٍ لبنانيّ!!سُدّوا الفراغَ الرّئاسي!!أنقذوا لبنان!!
ضمانةُ لبنانَ تكمنُ في اختيارِ شخصيّةٍ مؤهّلةٍ ، من شأنِها أن تُخرِجَ البلاد من عنق الزّجاجة بحكمةٍ وشفافية.ولهذا الأمر ، يجبُ اعتمادُ الوسطيّة في نهجِ الرّئيس القادم كي يستطيعَ قيادةَ المركبِ الّذي يتأرجحُ على أمواجِ الغرق ،محاولاً أقصى جهدِه أن يصلَ بأبناءِ بلده إلى شاطئِ الأمان ….
لا تقودوا البلادَ إلى التّهلكة،فنحنُ أبناءُ فينيقٍ مفكّر ،وأنتم أصحابُ عقولٍ خاوية..
الصحافي سعد فواز حمادة ميدان برس