ضاع الحجاب بين الحجب والجذب !

“المرأة عورة ” فقد أمر الله سبحانه وتعالى النساء بالحجاب , فقال عز وجل : {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ } ويوم فُرِض الحجاب وجب ارتداؤه طاعةً وعفةً وطهارةً وستراً وتقوى وإيماناً وحياءً وغيرةً ، ولكن أين هي المرأة من هذا الحجاب اليوم ؟
إذا أردنا الغوص في تفاصيل الدين الإسلامي سنجد بأنّه صورة مغايرة تماماً عن ادعاءات رجال الدين والمتدينين والمتأسلمين، فالدين الإسلامي دين التسامح والمحبة والمغفرة والتوبة والاصلاح والسلام … نأسف بأننا نعيش في مجتمعات تحرّف الحقائق وتغيّر المفاهيم فأكثر المؤمنين يعتقدون بأن الله بحاجة لصلواتهم وصيامهم وتعبّدهم وتغفو عنهم حقيقة أن الله ليس بحاجة لصلاة أحد إنما هو أراد من كل فريضة عبرة تفيدنا نحن البشر وتعزّز ثقتنا بأنفسنا وترشدنا إلى الصلاح والإصلاح .وإذا نظرنا حول قضية الحجاب التي تشغل عقول البشر وتسببت بالعديد من القتالات التي كانت آخر ضحاياها منذ شهر الشابة الإيرانية مهسا أميني ! سنجد بأن الحجاب لم يظهر مع ظهور الدين الإسلامي، فقبل وقت طويل من ظهور الإسلام كانت تغطية وجوه النساء وأجسادهنّ قضية خلافية، فالأوروبيون مثلاً ينظرون إلى الحجاب على أنّه شكل من أشكال الإسلام الراديكالي علماً بأن النساء اليهوديات والمسيحيات هنّ أول من اعتمد تغطية الشّعر قبل ظهور الإسلام أيضاً…
قطعة قماش بسيطة لا تزال تنقسم بشأنها الآراء والمدارس الفكرية، خصوصاً أن هذه القماشة مزجوا موضوعها بين الدين والسياسة وراحت ضحيتها مفاهيم النساء وآراءهنّ وتطلعاتهنّ حول موضوع لا أحد يعنيه سواههنّ …
تعالوا نلقي نظرة بسيطة إلى ٨٠٪؜ من محجبات اليوم كي لا نظلم الجميع، تراهن يرتدين ملابس مثيرة ويتبرجن وينثرن عطورهنّ خلفهنّ ولكن الرأس مغطى باعتبار أنه حجاب ! برب السماء أنقذونا من سجالات التاريخ ومن خزعبلات الفكر والمنطق وواجهوا أنفسكم بالمبادىء والقيم الإنسانية السليمة والبعيدة عن النفاق والخداع لأنّ خداع النفس هو قمة الظلم للشخص وللمجتمع على حد سواء .
أيتها النساء، الحجاب ليس زينة خارجية إنما هو زينة الروح وكمالها، فقبل غطاء الشعر عليكنّ بغطاء الجهل وطمره بعيداً عن حضارة الزمن، وعليكنّ أيضاً أن تتحلين بالقناعة التامة قبل الدخول إلى عالم الحجاب الحقيقي، فالإسلام العظيم لم ينزل من عند الله عزّ وجلّ من أجل تغطية شعر المرأة وإنما من أجل العدل والحرية والمساواة، فاعقلن وتوكلن على الله وهو ولي التوفيق !
ليندا حمورة ميدان برس