حملَتْنا الحياةُ في أحشاءِ الوجودِ أجنّةً صمّاءَ ،تتأرجحُ في عوالم الصّمْتِ والإنتظار.
وفجأة،
يقذِفُنا مخاضُ الولادةِ إلى مكانٍ واسعٍ ،يجبُرُنا فيه أن ندوِّنَ مفاهيمَ الخيرِ والشّرِّ،الرّغبةَ والميل،ثوابَ النّفسِ وعقابَها في حالِ تمَّ اعتراضُ هيكليّتِنا الفكريّةِ لمسلّماتِ قانون الجائزِ والمشروع.
في قانونِ الكونِ،تَمَسُّ طيّات تجارِبِنا نَفَحاتُ فشلٍ تؤدّي بنا في بعضِ الأحيانِ إلى التّشبّثِ بمعاهدة اللّاسلام ،محاولين _على حينِ غرّة_أن ننسى فُسحةَ الضّوءِ المنبعثِ من ثقْبِ العذابِ.
فيجبُ علينا أن نقاومَ إذاً مرارةَ الواقعِ بصبرٍ يوازي أيّوبَ بصبرِه ..!!
مرارةُ اللّحظاتِ لا يمكنُ لها أن تجعلَنا نبكي على المدى الطّويلِ بكاءً يُثقِلُ كاهلَ القلبِ.
هيّا بنا نعيشُ الرّبيعَ على مدارِ الثّواني!!هيّا بنا نرقصُ على أنغامِ الصّباحِ ،زارعين في أحشاءِ أرواحِنا تفاؤلاً يُبعدُ شبحَ اللّاسعادة عن روائِعِنا!!!
فلنمنع أنفسَنا أن
تتلحّفَ بالجليد!…
الأخضرُ من فوقي،من تحتي،عن يميني،عن شِمالي…فلنردّدْ أمامَ المرآةِ صِيَغَ التّفاؤلِ هذه،ولنكسر جمودَ فكرةٍ كانت ستودي بأحلامِنا إلى الفناء..!!
أَمَا رأيْتَ الأرضَ كيفَ تكسرُ جمودَ الجليدِ؟!أمَا رأيتَ الغطاءَ اللّازورديَّ الّذي يعانقُ الموتَ حبّاً بالحياة؟!!
مهما عرّتْكَ معاطفُ الرّوحِ ،كنْ لها قشعريرةَ دفءٍ!!!
رشا حسين ميدان برس