“من حقّي”..عبارةٌ قصيرةُ الكَلِمِ عميقةُ المعنى .
عبارةٌ تحملُ وجعَ الفقدِ ومرارةَ الاصطدامِ بالواقعِ الظّالم .كيف لا ،ومجتمعُنا المتحضّرُ لا يزالُ يعاني من صعوبةِ التّأقلمِ مع إنسانيّةِ الكلماتِ، ليطلقَ بكلِّ قسوتِه كلمةَ “معاق” على كلِّ شخصٍ يصنّفُه الطبُّ ويقدّمُه القدرُ للمجتمعِ على أنّهُ من ذوي الاحتياجات الخاصّة.
إنَّ جلجلةَ الفقدِ الّتي يعيشُها أطفالُنا، لم تعزّز من حماسِ الدّولةِ تجاههم , إنّهم يريدون الحُضنَ والحَضن ،يريدون الأملَ لا الألمَ
..أوَلا تكفيهم مرارةُ اللّحظات ؟ اللّحظات لا القدرات ، ففي عوالِمهم الغنّاء موجة من الفضاءِ المبدع الّذي يحتاجُ فقط إلى صقلٍ وتهذيبٍ.
“من حقّي أن أتعلّم” ..وكأنّ الحقَّ باتَ حُلُماً؛ فالمطلوبُ حقّاً هو أن تعتمدَ الدولةُ نظاماً تعليمياً شاملاً ،بالإضافةِ إلى تأمينِ مساحةٍ فكريّةٍ لإبداعاتهم وتسليطِ الضّوءِ عليها.
إذاً،الإعاقةُ لا تكمنُ في الجسد!! تعالوا نتخطّى مفهومَ الإعاقةِ من مستواها الفيزيولوجيِّ الجسديِّ، ونترفّعُ بأفكارنا عنها لنصلَ حدَّ الإرادةِ المطلقة؛إرادةٌ صلبةٌ يصقلُها الفولاذُ،فالإعاقةُ تكمنُ في غيابِ الرّؤية والعزيمةِ ، لا في جسدٍ تحرّك أعضاءَهُ البنيةُ العقليّة.
فَلننسَ الجسدَ ولنركّز على الرّوحِ العقلانيّة في ما يمكن أن تقدّمَهُ لنا من إبداعاتٍ ومهارات..
اجبروا الخاطرَ!! فقلوبُ أطفالِنا هؤلاء تكمنُ في آذانِهم،في نظراتكم،في معاملتكم لهم…
كونوا السّندَ الّذي يعزّزُ قوّةً إرادتِهم،وتحفيزَ رغبتِهم في
الإستمراريّةِ.
“لا إعاقةَ مع الإرادةِ”،”نعم،أنتَ تسطيع”،”منكم نتعلّمُ الأملَ”.
فلنزرع في قلوبهم فكرةَ أنَّ إقامةَ يومٍ عالميٍّ لذوي الإحتياجات الخاصّة، ما هو إلّا تأكيد على حقوقِهم القائمةِ على إشراكهم في كافّةِ مجالات الحياة ،والإكتفاءِ من الغذاءِ والملبس ،مع مراعاة إنجاز هذه الأمور المُحِقّة دون تمييزٍ معتمدٍ على أساسِ الإعاقة.
فليكنِ الثّالثُ من ديسمبر يوماً ورديّاً مليئاً بالتّفاؤلِ
والأملِ.
كما وأنّنا نطالب الدولةَ في تكثيفِ جهودِها حول إقامةِ مؤتمراتٍ خاصّة في هذا المجال، أسوَةً بمصرَ والسعودية وغيرهما من الدّول العربيّة ،والّتي تحاولُ جاهداً اليوم أن تُشركَ طلاّبَها “الخاصّين” في كلّ ما يتعلّقُ بالتّكنولوجيا الرّقمية وحقول التّعليم المدرسيّ والجامعيّ، وذلك دونَ تمييزٍ مع زملائِهم “الأصحّاء” جسديّاً!!
على الثّالث من ديسمبر أن يكون حيّاً في قلوبنا،أن يمدَّنا بالطّاقة الإيجابيّة كي نستطيعَ أن نُزهرَ في قلوبِ أبنائِنا بهجةَ الوصولِ إلى المجد المنتظر.
رشا حسين ميدان برس