اقتحامات مشروعة ضد شريعة المصارف …

لم تعد تلك الألاعيب التي تمارسها ذئاب المصارف محتملة، ولم يعد ذلك المودع المسكين الذي وضع جنى عمره تحت رحمة من لا يرحم ممسكاً أعصابه في ظل ازمة اقتصادية هي الأسوأ منذ فجر التاريخ .
من قال أن البلد على كف عفريت مخطىء تماماً لأننا نعيش في بلد العفاريت جملة وتفصيلاً، عفاريت السياسة والاحزاب، عفاريت الموانىء، عفاريت التجارة، عفاريت المصارف … فمن يريد أن يتأقلم في بلد العفاريت عليه أن ينضم الى اولئك الافرقاء ليصبح مثلهم وإلا فمنه وعليه العوض .
بدأت معالم الغضب تلوح في الأفق وبدأ ذلك الغضب المطمور في أعماقهم ينبت ويثمر ولكن الثمر اليوم يأكل ولا يؤكل، تلك الثمار شربت من مياه الحرمان والحسرة فتجذرت بالقسوة وأينعت في غصون مغلغلة بالسموم حتى باتت ثماراً مقاومة تكسر قيود الشر وتقتحم ابواب الذل لتخرج بانتصار من نوع اخر، إنه انتصار المودع على عفاريت المصارف !
التاريخ يعيد نفسه بتوليفة جديدة وبمقاومين جدد، لم يكن الشهيد “علي شعيب” ارهابياً حين اقتحم “بنك اف اميركا” خلال حرب تشرين من العام ١٩٧٣، ولم تكن قضيته قضية سرقة واختلاس لا بل كانت قضية وطنية أراد من خلالها أن يبعد شبح الصهيونية ودعم اميركا لها من خلال ذلك المصرف الذي يقع في وسط بيروت، قد يكون الفرق شاسع بين الصهيونية واصحاب المصارف إلا أنهما يصبان في بحر الخداع والسلب والنفاق والجرائم وهل هنالك جريمة أكبر من اختلاس أموال الفقراء ؟
مما لا شك فيه بأن النظام المصرفي والتسريبات المالية التي تم من خلالها تحويل اموال كبار السياسيين ورجال الاعمال الى الخارج قد اطاحت باصحاب الودائع الصغيرة الذين خاب ظنّهم بمصدر الأمان ولم يحسبوا يوماً بأن ذلك المكان سيكون مقبرة لجنى عمرهم …
اقتحام يليه اقتحام والهدف واحد والمطلب واحد ( اعيدوا لنا اموالنا ) أوليس الساكت عن الحق شيطان اخرس ؟ لن نسمح لتلك المهزلة التي تسمى المصارف بأن تسلبنا حقوقنا وعرق جباهنا، فما سلب بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، فإما ان تعمل جمعية المصارف على ايجاد حلول تناسب المودعين واما ان تتحمّل العواقب ! عشتم وعاش شعب لبنان العظيم فيما يسمى جمعية العفاريت .

ليندا حمورة ميدان برس .