نفّذ شبان من بلدتي عربصاليم وجرجوع في منطقة إقليم التفاح، اعتصاماً عند منشآت نبع الطاسة على طريق جرجوع – اللويزة، بدعوة من جمعية “نداء الأرض”، اعتراضاً على المشروع الذي تنفذه مصلحة مياه لبنان الجنوبي بدعم من منظمّة “اليونيسف”، ورفضاً لأيّ مشروع سوف يقام على مجرى النبع، ورفع المعتصمون لافتات تندد بالأعمال القائمة عند مجرى نبع الطاسة.
وألقت رئيسة جمعية “نداء الأرض” زينب مقلد كلمة رأت فيها أنّ “ما من نهر في لبنان عُومل بالقسوة التي عومل بها نهر الزهراني. سُحبت كلّ مياهه من المصدر، أيّ من باب النبع، ودُمرت بيئته، ذلك لأنّ من حوله سكاناً مهذبين ومسالمين يؤثرون الابتعاد عن المشاكل، حتى ولو أدّى بهم الأمر إلى تضييع حقوقهم. كلّ الأنهار اللبنانية، من الشمال إلى الجنوب، تصل مياهها إلى البحر، إلاّ نهر الزهراني فقد خنقوه من مطلّ رأسه، من النبع”.
وألقيت كلمات لعدد من المعتصمين دعت إلى “إيقاف الحفريات وعمليات البناء ومدّ الشبكات فوراً وتوضيح ما يجري للناس من خلال الدراسات والخرائط وتقديم الضمانات المطلوبة”.
من جهته رئيس اتحاد بلديات إقليم التفاح بلال شحادي الذي حضر إلى أرض المشروع وصف ما يجري بـ”مجموعة عشوائية لديها ترف الاعتراض لا أكثر ولا أقلّ، الأشغال هنا تهدف إلى تأهيل مجرى النبع وصيانته، وليس هناك أيّة مشاريع تضرّ بأهل المنطقة، وجع الناس هو من وجعنا، وهمومهم من همومنا، ونحن خدام لابناء هذه المنطقة، وما يحصل اليوم هو سوء تفاهم على حقيقة هذا المشروع وأنا أدعو كلّ شخص موجود اليوم إلى لقاء شامل في اتحاد بلديات إقليم التفاح لنتناقش ونبني على الشيء مقتضاه”.
وأكّد شحادي أنّ “المشروع مفيد وسيستمرّ وفيه مصلحة لكلّ الناس”، لافتاً إلى “اجتماع حصل منذ أيّام في الاتحاد بحضور رئيس مصلحة مياه لبنان الجنوبي وسيم ضاهر ورئيسة جمعية نداء الأرض زينب مقلد نور، وتمّ خلاله عرض كلّ تفاصيل المشروع والإجابة على كلّ الأسئلة والهواجس واستفسارات الحاضرين، وتمّ الأخذ أيضاً في اقتراحات تقدم بها بعض المشاركين لإزالة كل اللغط حول مراحله والموافقة على كل التفاصيل المتعلقة به، لا سيما أن المشروع مخصص للاستفادة من فائض المياه في فصل الشتاء حصراً، واعتبر الجميع أنه ضروري ومطلوب، لا سيما في هذه الظروف، ولا يضر بمصالح الناس ولا البلدات ولا البيئة، بل على العكس تماماً، يساعد في وصول أكبر كمية من المياه في فصل الشتاء إلى القرى التي تستفيد منه وبواسطة الجاذبية، بما يساهم في حل مشكلة الكهرباء لتشغيل المضخات، إذ لطالما كانت شكاوى القرى الممتدة على مجرى النهر ترتبط بالكميات التي تذهب هدرا باتجاه البحر، بينما الناس يعانون رغم هطول الأمطار وفيضان المجرى”.