جاء في نداء الوطن:
إنتقل الحديث عن الغواصة الهندية التي تعمل على انتشال جثث ضحايا زورق الموت، من نقطة إمكانية انتشالها والفرضيات في شأنها إلى نقطة انتشال الزورق بحد ذاته وفرضياته، في وقت تتحول فيه الغواصة وعملها وتصريحات قائدها «سكوت واترز» إلى مسار طويل من الجدل داخل الشارع الطرابلسي بشكل خاص والشارع الشمالي بشكل عام.
فبعد تصريح لقائد الغواصة أشار فيه إلى أنه «شاهد بأم عينه جثثًا داخل المركب، وتفاءل بإمكان انتشال المركب والجثث، جاء تصريح نُسب إليه مؤخراً بأن «مركب الموت الآن مطمور بالأتربة والصخور ما من شأنه أن يعيق جهود انتشاله»؛ ليضع الأمور كلها في مسار جديد مختلف. ومع أن الجميع يدرك أن انتشال المركب الغارق دونه صعوبات وتحديات، إلا أن التصريحات الأخيرة مقارنة بما سبقها من تصريحات، تعيد الأمور ربما إلى نقطة الصفر، وتجعل الأمل الذي تولّد في نفوس الأهالي بإمكانية انتشال المركب يتلاشى، بينما يعيش هؤلاء على الأمل بخبر أفضل. يشير متابعون لسياق الملف إلى أن الصور التي عرضها الجيش للمركب قبل أيام لم تُظهر وجود أي أتربة تطمره، فمن أين أتت هذه الأتربة وطمرت المركب؟ الأسئلة كثيرة في هذا المضمار؛ وفي مسألة الغواصة وعملية البحث التي تقوم بها والجهود المستمرة منذ ما يقارب الأسبوع، التي وعلى الرغم من أهميتها وأهمية استقدام الغواصة بحد ذاته، إلا أن جدلًا واسعًا يكتنف عملها، في ظل مخاوف من أن تعلن إنهاء عملها من دون التوصّل إلى أي من النتائج التي استقدمت لأجلها، وهنا تكون الغواصة تحولت مشكلة إضافية في مسار قضية زورق الموت بدل أن تكون وسيلة لإيجاد الحل الذي يسهم بإنهاء معاناة الأهالي.
وعن الغواصة وعملها، الكل يسأل ويتساءل في طرابلس، الكل يحلل، الكل يطرح فرضيات، الكل يهاجم والكل يدافع، لكنّ الخشية الآن من أن تصبح طرابلس على فيلقين: الأول يرى ان وصول الغواصة بحد ذاته إنجاز عجزت عنه الدولة حتى لو لم تحقق النتائج المرجوة وتحديداً انتشال المركب أو انتشال ضحاياه، والثاني يرى بالغواصة مادة انقسام إضافية وأزمة جديدة أضيفت إلى أزمات الأهالي.
قد تحمل الساعات أو الأيام المقبلة الكثير من التطورات والمفاجآت في هذا الملف، غير أن القرار بترك المركب في قعر المياه لن يعدّ نجاحاً لعمل الغواصة. الأمور باتت مرهونة بما ستحمله الساعات المقبلة من تطورات وسط حديث عن رأي لدار الفتوى في هذا الشأن قد يصدر.