طاقة شمسية فوق مبنى كهرباء صيدا والمؤسسة توضح

كتب محمد دهشة في “نداء الوطن”:

لم يكن يتوقع المهندس بلال سلامة أن تثير صورة التقطها لسطح مبنى مؤسسة كهرباء لبنان الجنوبي في مدينة صيدا، ويظهر فيها تركيب ألواح الطاقة الشمسية، ضجة كبرى على مواقع التواصل الاجتماعي لجهة التعليقات الساخرة والغاضبة والشعور بالمزيد من الإحباط واليأس في آن.

التعليقات الأولية جاءت تحاكي وجع الصيداويين كما اللبنانيين من مدى استفحال الأزمات التي أفقدتهم الأمل بوقف الانهيار وبتأمين التيار الكهربائي على مدار الساعة في الوقت القريب أو حتى العودة الى ساعات التقنين السابقة التي أصبحت مطلباً لا غنى عنه في ظل ارتفاع فواتير الإشتراكات بالمولّدات الخاصة ارتباطاً بغلاء المحروقات والمازوت والدفع بـ»الفريش دولار».

ويقول المهندس سلامة لـ»نداء الوطن» إن «الصورة كانت صادمة ومتناقضة في آن، إذ من المفروض أن تؤمن مؤسسة كهرباء لبنان التيار للمواطنين، غير أنها إستنجدت بالطاقة البديلة للصمود في وجه أزمة الانقطاع، لذلك انتشرت الصورة كالنار في الهشيم مع سيل كبير من التعليقات الساخرة وتكرار كلمة «هزلت» وسواها من الأمثال الشعبية التي تنطبق على واقع الحال مثل «باب النجار مخلوع»، و»السكافي حافي» و»الخياط عريان» مما تحمل معنى التناقض».

ويضيف سلامة «لم أكن أتوقع كل هذه الضجة الكبرى، لقد التقطت الصورة من نافذة مكتبي المطل على مبنى مؤسسة الكهرباء، وانتظرت بضع ساعات حيث جرى تركيبها بعدما انتبهت الى نقل ألواح الطاقة الى سطحه، واستغربت، ولكن في بلد مثل لبنان يصبح كل شيء ممكناً، والذهاب إلى خيار الطاقة البديلة يعني أن الأزمة طويلة ومعقدة».

وتعيش صيدا حرماناً من التيار الكهربائي، ويشكو أبناؤها من الانقطاع شبه التام، إذ تتغذّى ساعتين فقط كل 24 ساعة، ويطالبون مع القوى السياسية بإنصافها ومساواتها بمناطق أخرى مجاورة مثل الكثير من قرى شرق صيدا وصولاً إلى جزين، حيث تتغذى بأكثر من 18 ساعة في اليوم الواحد، ما دفعهم بين الحين والآخر إلى قطع الطريق أمام مبنى المؤسسة وإقفال أبوابها احتجاجاً.

وفي محاولة للتخفيف من حدّة التعليقات، أكد مسؤول في مؤسسة الكهرباء لـ»نداء الوطن»، أنّ ألواح الطاقة الشمسية لا تعود إليها لا من قريب أو من بعيد، وإنّما لشركة مراد للكهرباء المتعهّدة القيام بأعمال الصيانة وخدمة الزبائن والجباية وما شابه، حيث أوضح مديرها محمّد زيتوني أن الهدف من تركيب الطاقة الشمسية أولّاً وأخيراً يتعلّق بخدمة الزبائن على مدار 24 ساعة ليلاً ونهاراً عبر خدمة «الكول سنتر»، والتي «كنّا حريصين جدّاً على عدم توقّفها بسبب التقنين أو انقطاع المولّدات الكهربائية في مبنى مؤسّسة الكهرباء في صيدا والجنوب».

ويشهد لبنان منذ ثلاث سنوات تقريباً أسوأ أزمة إقتصادية في تاريخه وقد صنّف على أنه دولة متعثرة وقد تصل إلى فاشلة لأسباب كثيرة أبرزها عدم تأمين أبسط الخدمات الحياتية كالكهرباء ولو لساعات معدودة، ما فتح الباب على مصراعيه أمام الطاقة البديلة، وباتت ألواح الطاقة الشمسية تجتاح أسطح المباني والمنازل في كل المناطق، ولم يعد مشهدها مستغرباً.

وتساءلت أماني المصري أليس من الغريب أن تشاهد ألواحاً لتخزين الطاقة الكهربائية على سطح مبنى شركة كهرباء لبنان في صيدا، للوهلة الأولى اعتقدنا أن من التقط الصورة أضاف إليها ألواح الطاقة وركّبها على الحاسوب، لكن الصورة لا شائبة فيها، وقالت ضاحكة «طلبت من صديقاتي أن نأخذ صورة تذكارية مع الألواح في بلد المصائب والعجائب».

أما جيران الحي لمبنى المؤسسة فقد وصلتهم الصورة من بلاد الإغتراب مع تعليقات أكثر سخرية، وقالت «أم شوقي» أرسلت لي ابنتي صورة من السعودية وقالت متهكّمة «يلا يا ماما تقدمي بطلب اشتراك لأن الجيران أولى».

ووجد الناشطون في الصورة المتناقضة متنفّساً لتعليقاتهم الساخرة والغاضبة معاً، وكتبوا على مواقع التواصل الاجتماعي ما يدور في أذهانهم معتبرين رغم التوضيح أن شركة الكهرباء وجدت الحلّ لنفسها وتركت الناس تائهين يبحثون عن حلول وكأنّ الأمر لا يعنيها، أو يعيشون في الظلمة أو يعودون الى أدوات القرن الماضي من الفانوس واللوكس والشمعة وفي أفضل حال بطارية أو لمبة شحن غير مجدية.