لبنان في دائرة النار مجدداً.. “العين بصيرة واليد قصيرة”

يتحضّر لبنان لموسم حرائق، نتيجة الإرتفاع في درجات الحرارة، وارتفاع سرعة الرياح. وككل عام يجد لبنان نفسه عاجزاً عن مواجهة هذه الموجة، فـ”العين بصيرة واليد قصيرة”، هذا فضلاً عن الأزمة الإقتصادية الكبيرة التي تعاني منها البلاد، ما ارتدّ سلباً على قدرة الدولة وإمكاناتها في مواجهة ألسنة النيران، حتى وصل بها الأمر عند كل حريق إلى طلب النجدة من جارتها قبرص، لتزويدها بطوافات إطفاء تساعدها على وقف امتداد النيران، بينما المواطن، من جهةٍ أخرى، بات يعمد إلى استخدام كل الوسائل المتاحة لتأمين وسائل التدفئة، وذلك مع اقتراب موسم الشتاء، فيعمد إلى إحراق ما تيسّر لتأمين الحطب لموسم الشتاء.

ومع ارتفاع التحذيرات من الأسابيع المقبلة، هل يعي المواطن خطورة الجرم الذي يرتكبه؟ وهل تتحرك الدولة لتعيين حراس أحراج للتخفيف من تداعيات هذه الكوارث البيئية؟
سؤال حملناه الى مؤسس ورئيس “جمعية الأرض- لبنان” بول ابي راشد، الذي اعتبر ان التغيير المناخي واختفاء التنوع البيولوجي يجعل العالم يعيش نوعاً من الحرب العالمية، إنما من نوع جديد، مشيراً الى ان اندلاع الحرائق ليس فقط في لبنان انما في دول العالم اجمع، وفي فترات مختلفة من العام، ويعود ذلك الى العديد من العوامل، لعل ابرزها ارتفاع الحرارة بنسبة كبيرة، والجفاف، والرياح الناشطة.

وأكد ابي راشد في حديث عبر “لبنان 24″ الى” أن أي مصدر للنار، من الممكن أن يؤدي إلى كارثة بيئية كبيرة، لا سيّما إذا ما اندلعت النيران قرب الأحراج، كما يمكن أن يعمد المزارعون لحرق الأعشاب في البساتين والأراضي الزراعية، ولكن سرعة الرياح يمكن أن تدفع النيران إلى الخروج عن السيطرة، وتؤدي إلى احتراق الغابة المجاورة للأرض الزراعية ، وإلى ما هنالك من أسباب قد تؤدي إلى مثل هذه الكوارث”.
واعتبر أبي راشد”أن مسؤولية الحدّ من الحرائق تقع على 3 جهات، الدولة والبلديات والمواطن”، داعياً “الدولة إلى تعيين حراس أحراج وتجهيز آليات الدفاع المدني والجيش والبلديات، إضافة إلى منع دخول الغابات والقيام بأنشطة كإشعال النار خلال أيام الحرّ الشديد والهواء القوي، كذلك على البلديات العمل على مراقبة المساحات الخضراء على مدار الساعة وتجهيز البلدية بأجهزة التدخل الأولية”، متمنياً “على المواطن، الإلتزام بالتعليمات وعدم إشعال النار خلال الأيام “الخطرة”، إضافة إلى التطوع للتدخل في عمليات الإطفاء والمراقبة”.

وتمنى أبي راشد على الدولة، “العمل على رصد المناطق الحرجية المتروكة ودعم البلديات والجمعيات الأهلية لتسييجها وتنظيفها”.
هذا على مقلب الجمعيات ولكن ما مدى جهوزية الدفاع المدني؟
يؤكد رئيس شعبة الخدمة والعمليات في الدفاع المدني منصور سرور، في حديثٍ عبر “لبنان 24” ، أن “الدفاع المدني مستنفر على أعلى المستويات لمواجهة موجة الحرائق التي قد تضرب لبنان في الأشهر المقبلة”، مشيراً في المقابل، إلى “وجود صعوباتٍ كبيرة يواجهونها، لا سيّما لناحية العتاد والعتيد”.
ولفت “إلى أنه وعلى الرغم من الصعوبات الكبيرة التي يعاني منها الدفاع المدني في عمليات إخماد الحرائق، لا سيّما اذا ما كانت الأرض وعرة، فان الدفاع المدني يواجه أزمات عدة، لا سيّما غياب المحروقات والتي إذا توفّرت لتشغيل الآليات، فإن الكميات تكون بالقطّارة لناحية المازوت والبنزين، هذا فضلاً عن أن الأمور اللوجستية غير متوافرة، وإذا ما تعطّلت إحدى الشاحنات، فإنه من الصعب جداً إصلاحها، وبالتالي تبقى معطلة وتصبح غير صالحة للإستعمال، هذا من دون أن نتحدث عن الوضع المادي الصعب، والذي يصعّب على عناصر الدفاع المدني الإستمرار في هذا العمل التطوعي في ظلّ عدم وجود أي مردود مالي يساعد في هذه الظروف الصعبة”.
ورداً على سؤال عن عمل البلديات، شدد “على ضرورة أن تقف البلديات إلى جانب عناصر الدفاع المدني، في خلال أدائها مهمتها عند إخماد الحرائق، من خلال تأمين أبسط مقومات “الصمود” خصوصاً لناحية المازوت، لكي تتمكّن الآليات من متابعة عملها، إضافة إلى تأمين الماء والمأكولات للعناصر الذي يعملون ولا يستطيعون ترك مكان الحريق”.
المصدر: لبنان24.