كتب يوسف دياب في الشرق الاوسط:
بعد نحو أربعة أشهر على غرق «مركب الموت»، مقابل شاطئ مدينة طرابلس وغرق العشرات بداخله، وصلت إلى لبنان الغواصة التي ستتولى انتشال المركب والضحايا العالقين فيه، يرافقها فريق فنّي مؤلف من 12 شخصاً. وأعلنت قيادة الجيش اللبناني، عبر حسابها على «تويتر»، أنه «تم نقل الغواصة التي ستعمل على سحب المركب الذي غرق قبالة طرابلس في 23 نيسان الماضي من مرفأ بيروت إلى مرفأ طرابلس».
ويواكب ضبّاط من القوات البحرية اللبنانية عمل هذه الغواصة وطاقمها. وأفاد مصدر أمني بارز بأن «الفريق الفني سيعمل، يومي الجمعة والسبت، على تجميع قطع الغواصة وتركيبها، على أن يتمّ نقلها بواسطة خافرة تابعة لسلاح البحرية في الجيش اللبناني، من مرفأ طرابلس إلى البقعة، أو المكان المحتمل لغرق المركب الذي يقبع في عمق 470 متراً في قاع البحر». وأكد المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن «عمل الغواصة سيكون على مرحلتين؛ الأولى مهمّة التصوير لتحديد مكان المركب بشكل دقيق، لا سيما أن الغواصة تملك تقنيات عالية قادرة على التصوير على مسافة 200 متر شعاعية، والثانية البدء بعملية انتشال المركب والضحايا الذين بداخله، كما يعمل الفريق على سحب وتجميع الجثث، إذا كان بعضها خارجه». وأشار إلى أن الفريق الذي يرافق الغواصة يضمّ أكثر من عشرة أشخاص، أبرزهم قائدها، وهو أميركي الجنسية، وثلاثة خبراء من إسبانيا، وواحد من جنوب أفريقيا، وآخر من الهند».
ولفت المصدر الأمني إلى أن الجيش «سيواكب كل مراحل عمل الغواصة، بدءاً من وصولها وتركيبها إلى حين انتشال الضحايا وإنجاز مهمتها كاملة، وستكون هناك غرفة عمليات مشتركة مؤلفة من ضباط البحرية في الجيش اللبناني وفريق العمل الأجنبي».
القارب الذي غرق ليل السبت في 23 نيسان الماضي، كان يحمل على متنه أكثر من 100 راكب من المهاجرين غير الشرعيين، غالبيتهم من اللبنانيين، وبينهم سوريون وفلسطينيون، ومعظم ركابه من النساء والأطفال، وكان متجهاً من شاطئ مدينة طرابلس نحو إيطاليا، وقد تمكن الجيش من إنقاذ 45 راكباً وانتشل 6 جثث، فيما بقي الآخرون في حجرة المركب الذي غرق على عمق 400 متر في قاع البحر.
وكانت جمعية أستراليّة يرأسها الطبيب اللبناني جمال ريفي، شقيق النائب في البرلمان اللبناني (المدير العام الأسبق للأمن الداخلي اللواء) أشرف ريفي، ساهمت بإرسال الغواصة إلى لبنان وأمّنت التمويل لها.
وبالإضافة إلى الدور الذي يبذله الجيش اللبناني لإنجاح عمل الغواصة، ثمة فريق لوجيستي مؤلف من ذوي الضحايا سيواكب هذه العملية، وأوضح أحد أعضاء هذا الفريق لـ«الشرق الأوسط»، أن مهمة الفريق «وضع أهالي الضحايا بصورة ما يجري، وإطلاعهم على تطورات عمل الغواصة». وقال: «سنثبّت شاشات عملاقة في مرفأ طرابلس لنقل الصورة المباشرة عن عمل الغواصة بالتنسيق مع طاقمها والجيش اللبناني، كما سيصدر تقرير يومي من قائد فريق الغواصة بكلّ ما حصل معه».
ويترقّب أهالي الضحايا بقلق ما ستؤول إليه مهمّة البحث عن أبنائهم، واتهمت السيّدة بارعة الجندي (والدة فتاتين من ضحايا الزورق) الدولة اللبنانية بأنها «مسؤولة عن قتل بناتها». وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «الدولة قتلت الضحايا ثلاث مرات؛ الأولى عندما جوّعتهم ودفعتهم للهرب في البحر رغم المخاطر، والثانية لدى اعتراض الزورق والتسبُّب بغرقه، والثالثة بترك الجثث أربعة أشهر في البحر». وشككت الجندي بإمكانية «العثور على جثث أو بقايا منها، لأن الأسماك أكلتها».