في وطني الآلام بالجملة، الفقر تخطى الخيال، الضّبابيّة خلف كل ما يحصل، الحكّام صمٌ بكمٌ عميٌ، والمواطنون يتخبطون تارة خلف الرغيف وأطواراً خلف الماء؛ أما الكهرباء فحدّث ولا حرج !!
وطن النجوم يسوده الظلام ويلفه وشاح العوز ، تحوم فوقه الغربان الناعبة التي تبشّرنا بنعيقها بأن الوحوش اقتربت علماً أننا نعيش في غابةٍ يحكمها قادة الفراسة في دمائهم والوحشية في قلوبهم ولكنهم يختبئون مثل الخفافيش ولا يرون مواجع النهار لأنهم لا يريدون اكتشاف الحقيقة .
قادتنا يا سادة يا أعزاء لم يعرفوا يوماً معنى الوقوف في طوابير الخبز أو البنزين، هم لا ينامون على العتمة ولا يعانون من انقطاع التيار الكهربائي، وليسوا بحاجة للذلّ من أجل الحصول على الدواء …!
شرّ البليّة ما يضحك، دولتنا الكريمة لا تهتم بمعاناتنا بقدر ما تهمّها مصالحها الشخصية وخير مثال على ذلك الطاقات الشمسية التي باتت متوفرة عند أكثر السكان الذين صعقوا بقرار الضريبة السنوية على ألواح الطاقة وكأنهم تركوا جميع مشاكل البلد وبات همّهم الرسوم طبعاً لأن الشمس ملك الدولة ( معقول يا مواطن بتسرق نور الشمس ببلاش ؟ )
مرت على رؤوسنا صواعق لا تعدّ ولا تحصى وجميعها كانت رغم قسوتها ناعمة لأننا نحمل سلاح الأمل والتحدّي، اليوم العواصف باتت أعاصير وخصوصاً أننا على أبواب فصل الشتاء الذي ينذرنا بالمآسي الكبيرة إن لم يتمّ النظر في موضوع المحروقات ودعمها رأفة بالفقراء …!
كارثة تلو الأخرى ولكن الصمود هو النتيجة الحتمية للمواطنين فكيف سيستطيع اللبناني الاستمرار وسط هذا الكمّ الهائل من الأزمات ؟ماذا يخفي العام الدراسي للاساتذة والطلاب ؟ اسئلة كثيرة تطرح نفسها والجواب واحد ( الحمد لله على كل شيء) سوف يمضي هذا الوقتمسألة وقت فقط فلننتظر !!!
ليندا حمورة ميدان برس