أللبنانية
كان وقع خبر تكريم رئيس الجمهورية، ميشال عون، لصاحبة مطعم لبناني، قاسياً على متلقيه. ليس سخرية من واقع الحال، بل اعتراضاً على انحدار المستوى، ورسم شبهات حول الفراغ الذي يعيشه الرئيس، في الأيام الثمانين الاخيرة من ولايته الرئاسية.
تبدو الأيام الباقية، تقطيعاً للوقت. مثل كل الرؤساء في أواخر عهودهم، وقبل مغادرة القصر، يكتفي العالم بالتعاطي معهم بروتوكولياً فقط، وليس بوصفهم أصحاب قرار. انتهى العهد، عملياً، ما أعطى الرئيس متسعاً من الوقت لاستقبال أياً كان، حتى لو صاحب مطعم، بغرض تكريمه.
هذا الواقع، لا يعرفه رواد مواقع التواصل الذي يظنون أن الرئيس بامكانه تحقيق انجازات أيضاً في هذه الفترة الزمنية. بنوا سرديات على أن الرئيس بدلاً من معالجة الانهيار، يستقبل صاحبة مطعم. لذلك، جاء وقع الخبر قاسياً ومحرجاً.. ولشدة إحراجه وغرابته، لم يُنشر في صفحة الرئاسة في “تويتر” التي تتكفل بنشاطات الرئيس، بل انتشر خبر وصورة في صفحة “فايسبوك”.
نعم، يمتلك الرئيس الوقت الكافي لاستقبال صاحبة مطعم. فهل يملك الرئيس الوقت الكافي لاستقبال صاحبة مطعم، وتكريمها؟ نعم. انه الوقت المستقطع، وهي فترة الذبول للرؤساء في مختلف دول العالم. فترة ما قبل التغيير، والاستعداد لعهد جديد.
وجاء في الخبر أن عون استقبل صاحبة سلسلة مطاعم “ام شريف” في لبنان والعالم، السيدة ميراي حايك، والمدير العام للسلسلة السيد داني شكور، واطّلع رئيس الجمهورية منهما على انتشار مطاعم “ام شريف” في 14 بلداً عربياً وعالمياً، والتخطيط الجاري لمزيد من التوسع في نقل المطبخ اللبناني الى العالمية… وتقديراً لدور السيدة حايك، منحها الرئيس عون وسام الاستحقاق اللبناني الفضي، منوهاً بجهدها الذي اوصل المذاق اللبناني المميز الى العالمية ونشر المطبخ اللبناني والمأكولات اللبنانية بإتقان وفن. وتمنى الرئيس عون ان يكون هذا التكريم حافزاً للمزيد من العطاء والنجاح، ودعوة الى اللبنانيين لنقل ابداعاتهم في الداخل الى الخارج، كي يبقى اسم لبنان رديف النجاح والتقدم.