كشفت إحدى عمليات الدهم التي نفّذها الجيش في جرود الهرمل أمس عن سرّ جثة جديدة لم يُكشف بعد. وفي التفاصيل، دهمت قوة من الجيش منزل المطلوب م. ناصر الدين في محلة النعناعة في جرود الهرمل، والذي ذاع صيته بعد أن استدرج السوري حسن الغناش المتّهم بمشاركته في جريمة قتل النساء الأربع في أنصار، وسلّمه إلى القوى الأمنية. عادت القوة خاوية الوفاض، لكنّها فوجئت بشخصين يقودان سيارة مسروقة من نوع كيا. بادر السارقان إلى إطلاق النار باتجاه الدورية التي ردّت بالمثل، ما أدّى إلى مقتل أحدهما وجرح الآخر. وفيما نُقل الجريح إلى أحد مستشفيات المنطقة للعلاج، عُثر في جيب القتيل على هوية باسم اللبناني محمد صقر (22 عاماً) المقيم في بلدة السماقيات في ريف القصير.
وبحسب مصادر أمنية، تكفّل آل ناصر الدين بإبلاغ عائلة القتيل المقيمة في الأراضي السورية ودفنها في الجانب اللبناني في محلة شحقونة في منصورة الهرمل، من دون أن تتمكّن عائلته من وداعه. وذلك بحكم معرفتهم بآل صقر قبل انتقالهم للعيش في القصير. لكن بعد ساعات على انتشار خبر وفاته، فوجئ أهل العزاء بدخول القتيل شخصياً إليهم. ليتبين بأن صقر لا يزال على قيد الحياة. فمن هو القتيل الحقيقي؟
وفق مصدر أمني، فتح الجيش تحقيقاً في ملابسات «الخطأ الذي حصل وظروف حيازة القتيل لهوية صقر. أما الجثة، فبانتظار إشارة القضاء لنبش القبر والتأكد من هويتها. وأُثيرت انتقادات واسعة حول موافقة الجيش على تسليم الجثة والتواصل مع قوى الأمن الداخلي في الهرمل للتأكد من هويتها. كما كشف الخطأ عن احتمال استخدام هوية صقر وانتحاله صفته في تنفيذ جرائم عدة ليس أقلها سرقة السيارات في جرود الهرمل. فضلاً عن ضرورة التحقيق مع صقر نفسه».